مقالات قيمة في التفويض

ولكن أنى لك أن تعرف هذه الأسلوب العربي (مثل: سلاحي علمي، تفسيره تلاوته، “الكبرياء ردائي”) إذا كان شيخك ابن عثيمين لا يعرفه ولذا فهم من الحديث أن لله رداء وإزارا لائقين به!

نشرت هذا التسجيل:

فعلق أحد الوهابية عليه بقوله:

“21:18 يا رجل هذه عبارات إذا اعتبرنا انها موجودة في العربي منذ زمن طويل فهذه تدل على هناك مجاز يفهمه الجميع بسبب السياق ، فإن قلت قلمي هو سلاحي لأي شخص من الجاهلية لا يعرف سياق الجملة سوف ينضر اليك متعجب او يطلب لك طبيب”

أقول وبالله التوفيق ردا على ذلك: ما شاء الله واثق من نفسك جدا، وكأنك امرؤ القيس أو سيبويه زمانك!! مع أن في قولك ” فإن قلت قلمي هو سلاحي لأي شخص من الجاهلية لا يعرف سياق الجملة سوف ينضر اليك متعجب او يطلب لك طبيب ” عدة أخطاء مطبعية ونحويا وهي:

الأول: “ينضر” صوابه: ينظر، وهذا خطأ مطبعي سنتساهل معه.

الثاني: “متعجب” صوابه : متعجبا، لأنه حال منصوب.

الثالث: “طبيب” صوابه: طبيبا لأنه مفعول به منصوب.

الرابع: “في العربي” صوابه: في العربية.

الخامس: ” تدل على هناك مجاز”! صوابه: تدل على أن هناك مجازا.

فهذه أربعة أو خمسة أخطاء، وتأتي للتحدث باسم عرب الجاهلية ولغتهم !!! هذا أولا.

ثانيا: كأنك استقرأت كلام العرب كله فلم تجد مثل هذا الأسلوب: سلاحي قلمي، مالي علمي، فلذا قلتَ: أن هذا الأسلوب أو التركيب سيستغرب ويهزأ منه عرب الجاهلية إذا عُرض عليهم!! أي أنك لست ناطقا باسم السلف فقط بل ناطق أيضا باسم أهل الجاهلية!!!

مع أن قول ابن عيينة “تفسيرها قراءتها” ماثل أمامك، فهذا معناه أن لا تفسر وإنما تفسيرها قراءتها أي لا تزد على قراءتها، كما قال ابن عيينة نفسه في تتمة الرواية عند البيهقي “لا يفسرها إلا الله ورسله ” وذكرها ابن تيمية، وفي رواية ابن بطة “لا يفسرها إلا الله”، وقال الجيلاني: تفسيرها قراءتها ليس لها تفسير غير ذلك، وهذا كله موثق في التسجيل أعلاه، ونحوه قول الحميدي نقول الرحمن على العرش استوى ولا نزيد عليه ولا نفسره ومن قال غير هذا فهو جهمي[1].

وإليك مثال آخر وهو الحديث القدسي عن أبي هريرة عند أبي داود ” ‌الكبرياءُ ‌ردائي، ‌والعظمةُ إزارِي، فمن نازَعَني واحِداً منهما قذفتُه في النَّارِ” ، وأخرجه مسلم بلفظ: “العز إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازِعُني عذّبته” ، ولكن أنى لك أن تعرف هذه الأسلوب العربي إذا كان شيخك ابن عثيمين لا يعرفه ولذا فهم من الحديث أن لله رداء وإزارا لائقين به!! وانظر الرد عليه من ابن تيمية نفسه فضلا عن شراح الحديث لتعرف أن هذا الأسلوب الذي أنكرته أنت أسلوب عربي بل نبوي أصيل ولا يضره عدم معرفتك بل عدم معرفة شيخك ابن عثيمين له:


[1] ولفظ الحميدي كما في«مجموع الفتاوى» (4/ 6):«وما نطق به القرآن والحديث مثل: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم} ومثل: {والسماوات مطويات بيمينه} وما أشبه هذا من القرآن والحديث لا نزيد فيه ولا نفسره ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول: {الرحمن على العرش استوى} ومن ‌زعم ‌غير ‌هذا ‌فهو ‌جهمي»

السابق
وثيقة قديمة رفعها علماء اللاذقية عام ١٢٣٩ هـ، أي قبل ما يقرب الـ ٢٠٠ عام يشكون فيها للخلافة العثمانية ما لحق بهم من ظلم النصيرية
التالي
قال الحافظ المفسر الإمام القرطبي رحمه الله في كتابه ( التذكار في فضل الأذكار ) عند كلامه عن المتشابه