مقالات في دليل الفطرة

(2)وأين الذين تنمروا علينا وراحوا ينقلون لنا نصوص أئمتنا الأشاعرة كالغزالي والعز والتفتازاني … فهل هذا هو العقل والضرورة والفطرة وعقيدة العوام التي يحدثنا عنها ابن تيمية والوهابية ؟!!![1]

مقتطفات: وهكذا نرى أن ابن تيمية ينظّر لشيء وينتهي لشيء آخر وإن لم يلتزم به!! فهو ينظّر إلى أن الله يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء، ثم ينتهي مذهبه إلى أنه يستحيل عليه السكوت بل يستحيل عليه الكلام أيضا!! أي أن ابن تيمية معطل لصفة الكلام بل رأينا أنه معطل أيضا لصفة الاستواء والنزول والمجيء ..!! وهذا غاية في الطرافة لأنه ما فتئ يتهم خصومه الأشاعرة بالتعطيل ثم تبين أنه هو نفسه معطل ..!! وهذه أمُّ المفاجأت أو قلْ أمُّ الطامات!!!

والسؤال الآن هل هذا التناقضات التي وقع فيها ابن تيمية هي نفسها عقيدة العوام السهلة البسيطة التي يدعيها ويبشر بها ابن تيمية وأتباعه ويفخرون بها؟!!! أنا أجزم أن معظم شيوخ الوهابية أنفسهم فضلا عن عوامهم لا يفهمون أصلا مذهب ابن تيمية ولا يدركون حقيقته ولوازمه وإلا لربما فروا وتبرؤوا منه أصلا.

وهذا يذكرني بالأخ الوهابي الشيخ حسن الحسيني الذي خرج علينا قائلا في فيديو يقول فيه: ماذا يضيركم أن تقولوا إن الله يتكلم إذا شاء متى شاء ؟!

(2)وأين الذين تنمروا علينا وراحوا ينقلون لنا نصوص أئمتنا الأشاعرة كالغزالي والعز والتفتازاني … فهل هذا هو العقل والضرورة والفطرة وعقيدة العوام التي يحدثنا عنها ابن تيمية والوهابية ؟!!![1]

تعالوا الآن إلى صفة الكلام عند ابن تيمية لنبين أنها غير معقولة بل مجرد ذكرها وتصويرها عنده ـ إن تُصورت أصلا ـ يغني عن إبطالها، لأن الكلام عنده لا يعقل إلا بحروف وأصوات متعاقبة وحادثة في ذاته تعالى تحدث شيئا فشيئا حيث يقول بعد كلام طويل في تقرير ذلك: «وحينئذ فيكون الحق هو القول الآخر وهو انه لم يزل متكلماً ‌بحروف ‌متعاقبة لا مجتمعة»[2] وهذا طبعا بناء على أصله ـ أي أصل ابن تيمية ـ في جواز حلول الحوادث في ذاته تعالى، وفي ذلك يقول ابن تيمية “فإن قلتم لنا: قد قلتم بقيام الحوادث بالرب. قالوا لكم: نعم، وهذا قولنا الذي دل عليه الشرع والعقل”[3]، ويقول أيضا “فإذا قالوا لنا: فهذا يلزم أن تكون الحوادث قامت به. قلنا: ومن أنكر هذا قبلكم من السلف والأئمة؟ ونصوص القرآن والسنة تتضمن ذلك مع صريح العقل“[4]

ومن أمثلة كلامه تعالى أنه يتكلم بكلمة “كن” عند إرادته لخلق أي شيء ” فهو تعالى موصوف بالكلام والنداء وصفا أزليا، متعلقا بمشيئته واختياره، يتكلم إذا شاء متى شاء، وينادي إذا شاء متى شاء، يتكلم كلاما بعد كلام، وينادي نداء بعد نداء… فمن ذلك: قوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} [يس: 82]. فهو تعالى يقول لكل ما يريد خلقه وتكوينه: {كن} ليكون“[5].

وبما أنه تعالى يخلق دائما وأبدا حتى في الأزل عند ابن تيمية لأنه يقول بحوادث لا أول لها في الماضي وفي المستقبل أيضا فإن «القول الحق في مسألة التسلسل في الآثار قول أئمة السلف وهو جوازه في الماضي والمستقبل»([6])،بل إن «وجود الحوادث دائما بلا ابتداء ولا انتهاء.. قول أئمة السنة والحديث وأساطين الفلاسفة»([7]).

فهو إذن تعالى دائم الخلق أي أنه دائما وأبدا يقول كن كن كن، أي أنه تعالى ـ وفقا طبعا لمذهب ابن تيمية ـ يتلفظ بالكاف ثم بالنون ثم يعيد ذلك أزلا وأبدا لأنه تعالى لا يتوقف عن الخلق والتدبير بكلمة كن !! وبالتالي فكيف تكون صفة الكلام من الصفات الاختيارية المتعلقة بمشيئة الله عند ابن تيمية ؟!! فهو يقول بأنه «سبحانه يتكلم إذا شاء ‌ويسكت ‌إذا ‌شاء»[8]ولكن متى يسكت إذا كان أزلا وأبدا يخلق ويقول كن كن كن كن كن ؟!! فأين صفة السكوت لله التي ادعى فيها الإجماع فقال «‌فثبت ‌بالسنة ‌والإجماع ‌أن ‌الله يوصف بالسكوت»[9]

وبالتالي لم تعد صفة الكلام هي الأخرى من الصفات الاختيارية أي التي تحل في ذاته الحوادث كالحروف والأصوات هنا في صفة الكلام وكصفات الاستواء والمجيء والنزول كما أصر على ذلك ابن تيمية وكتب مئات وربما آلاف الصفحات لينتصر لقضية حلول الحوادث طبعا كعادته زعم أن هذا مذهب السلف المجمع عليه وأنه لم يخالف فيه إلا الجهمية والكلابية!!

فهو يقول: «وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده؛ فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستوائه على العرش. وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث والنقل عنهم بذلك متواتر. وأول من أنكر هذا في الإسلام ” الجهمية ” ومن وافقهم من المعتزلة وكانوا ينكرون الصفات والعلو على العرشثم جاء ابن كلاب فخالفهم في ذلك وأثبت الصفات والعلو على العرش لكن وافقهم على أنه لا تقوم به الأمور الاختيارية؛ ولهذا أحدث قوله في القرآن: إنه قديم لم يتكلم به بقدرته. ولا يعرف هذا القول عن أحد من السلف؛ بل المتواتر عنهم أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأن الله يتكلم بمشيئته وقدرته كما ذكرت ألفاظهم في كتب كثيرة في مواضع غير هذا»[10]

وها نحن نرى أنه عند التحقيق أن الكلام ليست صفة اختيارية أي متعلقة بمشيئة الله واختياره، لأنه دائما وأبدا يقول كن كن كن لأنه دائم الخلق أزلا وأبدا!! وبالتالي فمتى يسكت كما يزعم ابن تيمية ؟!!

أيضا بينا في المنشور السابق أن الاستواء والمجيء والنزول التي يعدها ابن تيمية من الصفات الاختيارات أنها لدى تحقيق مذهب ابن تيمية نفسه ليست كذلك، لأن الاستواء عنده هو العلو ولكنه يصرح أيضا أنه لم يزل عاليا، فما معنى ثم استوى ثم علا إذن ما دام أنه لم يزل عاليا؟ وكذا النزول يقول ينزل بذاته حقيقة ولكن لا يخلو منه العرش فأي نزول هذا؟ وكذا المجيء يقول إنه يجيء حقيقة ولكن لا بمعنى أنه يفرغ من مكان ويحل في آخر فأي مجيء هذا؟!!! وأين هذه الصفات الاختيارية إذن التي ناضل ابن تيمية من أجل إثباتها على أنها من قبيل حوادث تحل في ذاته تعالى أو صفات اختياراية كما سماها فرارا من شناعة تسميتها بحلول الحوادث في ذاته تعالى؟ وها نحن نثبت أنه حتى صفة الكلام ليست صفة اختيارية عند تحقيق مذهب ابن تيمية نفسه .

والحاصل أن صفة الكلام التي جعلها ابن تيمية صفة اختيارية قائمة بذاته بمشيئته واختياره أي أنه تعالى يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء، تبين الآن أن السكوت هنا لا محل له ما دام أنه تعالى دائما وأبدا يقول بأنه يخلق بكلمة كن كن كن وبحروف وأصوات متعاقبة تحدث في ذاته شيئا فشيئا كما يفسره ابن تيمية فإنه يقول:« إذا قيل: قال ” كن ” وقبل ” ‌كن ” ” ‌كن ” وقبل ” ‌كن ” ” ‌كن ” فهذا ليس بممتنع. فإن هذا تسلسل في آحاد التأثير لا في جنسه. كما أنه في المستقبل يقول ” كن ” بعد ” كن ” ويخلق شيئا بعد شيء إلى غير نهاية» [11]

طبعا هنا يقع ابن تيمية رحمه الله في إشكال آخر وهو أنه يجيز التسلسل في الماضي في الآثار، وأنه تعالى ما زال في الأزل خالقا بكلمة كن كن كن، ويزعم أن هذا غير ممتنع!!! والواقع أن هذا مستحيل عقلا حسب برهان التطبيق وإن شكك فيه ابن تيمية، ولسنا هنا في مورد الكلام عنه، وإنما نكتفي ببيان امتناع تسلسل حوادث لا أول لها باختصار.

فنقول: انه تعالى يخلق الحوادث التي تحدث حاليا بكلمة كن كن كن بحروف أصوات تحل ذاته بشكل متعاقب وفق مذهب ابن تيمية!! ولكن هذا محال؛ إذ لو أنه فعلا قد سبق هذه الحوادث التي تحدث الآن حوادث لا أول لها والتي خلقها بكلمة كن كن في الأزل لاستحال خلق الحوادث التي تحدث الآن، لأنه سيخلقها أيضا بكلمة كن كن، ولكن يستحيل أن يتلفظ تعالى بكلمة كن حاليا إلا بعد أن يكون قد انتهى من قوله كن كن كن إلى ما لا نهاية التي خلق بها حوادث لا أول لها !! وهذا تناقض إذ كيف ينتهي ما لا نهاية له؟!!

أي أنه تعالى كيف سينتهي من قوله كن كن كن التي خلق بها حوادث لا أول لها حتى يقول كن كن الآن ليخلق بها الحوادث التي تحدث الآن وفي المستقبل؟!! إذ هذه الحوادث التي تحدث الآن ومستقبلا هي بالضرورة حدثت بعد الحوادث التي سبقتها بالأمس وأول أمس وإلى ما لا نهاية حسب الفرض، ومعلوم أنه سبحانه حين يقول كن كن ليخلق الحوادث الآنية فلا بد من أنه انتهى من خلق الحوادث التي سبقت، ولكن هذه الحوادث التي سبقت لا أول لها أي ما من حادث إلا وقبله حادث وهكذا إلى ما لا نهاية كما يصرح به ابن تيمية، والتي كل منها خلقها بكلمة كن ، فكيف ستنتهي تلك الحوادث وهي أصلا لا أول لها حتى يخلق ما بعدها من الحوادث الآنية والمستقبلية؟! وبالتالي يستحيل أن يقول الله الآن كن ليخلق الحوادث الآنية بها لأن هذا يعني أنه انتهى تعالى في الماضي من قوله كن كن كن إلى ما لا نهاية التي خلق بها ما لا نهاية له من الحوادث التي سبقت الحوادث الآنية، وما لا نهاية له كيف ينتهى منه؟!!!

طبعا هذه مباحث كلامية معقدة في الأصل فما بالك إذا خالطها هذه التناقضات التيمية كما ترى والتي يدعي أنها عقيدة العوام!! ولكن نبسط الأمر أكثر فنقول بعبارة أخرى مختصرة إذا كان وجود العنصر أ مثلا بعد وجود العنصر ب، فإنه ـ وبالبداهة ـ وجود ب لا يكون إلا بعد وجود أ بأن يوجد أ أولا ثم يوجد ب ثانيا، ولكن إذا كان (أ) لا ينتهي فكيف سيوجد ب؟! هذا بالضبط ما وقع فيه ابن تيمية هنا في تجويزه التسلسل في الآثار وتجويزه حوادث لا أول لها، فصار المثال السابق هكذا: إذا كان أ بعد ب فإن خلق ب من قبل الله يكون بعد الانتهاء من خلق أ، ولكن إذا كان (أ) لا ينتهي أصلا فكيف ومتى سيخلق ب؟!

نضرب مثالا آخر أقرب وهو لو قلت لك ألق بهذه الأوراق البيضاء في النار ثم بعد ذلك ألق بهذه الأوراق الخضراء ، فإن كانت الأوراق البيضاء معدودة فإنه يمكن عقلا أن تنتهي منها ثم تلقي بعد ذلك بالأوراق الخضراء مهما كان عدد الأوراق البيضاء كبيرا ومهما طالت المدة للانتهاء منها لأن المحدود سينتهي عاجلا أو آجلا، ولكن إن كان عدد الأوراق البيضاء غير محصور فرضا طبعا فإنه يستحيل أن تنتهي منها ثم تحرق بعدها الأوراق الخضراء لأن ما لا حصر له كيف ينتهى منه؟!

وهكذا نرى أن ابن تيمية وقع حتى الآن في تناقضين في صفة الكلام:

التناقض الأول : هو أن ابن تيمية قال الله يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء، ولكن تبين لنا أن هذا غير صحيح لأنه تعالى لم يزل ـ حسب مذهب ابن تيمية طبعا ـ خالقا بكلمة كن كن أزلا وأبدا، وبالتالي متى يسكت؟

التناقض الثاني الذي وقع فيه ابن تيمية في صفة الكلام، وهو أنه زعمه أن الله يخلق بكلمة كن حوادث بعد أخرى لم ولن تنته حسب الفرض الذي يفرضه ابن تيمية وهو وجود حوادث لا أول لها! وهذا يعني أن الله يستحيل الآن وفي المستقبل أن يتكلم أو أن يخلق شيئا بكلمة كن إذ هذا متوقف على أن ينتهي من أن يخلق بكلمة كن كن كن ما لا نهاية من الحوادث التي لا أول لها!! وما لا نهاية له كيف ينتهى منه؟!!

ولاحظ أن التناقض الأول حاصله أن الله يمكن أن يتصف بالسكوت ولا يمكن أن يتصف به، والتناقض الثاني حاصله : أن الله يمكن أن يتكلم إذا شاء أزلا وأبدا ، ولا يمكن أن يتكلم إذا شاء أزلا وأبدا!!! ولكن عمليا والذي ينتهي إليه مذهب ابن تيمية على ضوء ما تقدم هو أن الله يستحيل أن يتصف بالسكوت، بل يستحيل أيضا أن يتصف بالكلام بحرف وصوت حادثة في ذاته أزلا وأبدا، أما أزلا أي في الماضي فلأنه مبني على حوادث لا أول وهو باطل، وأما أبدا أي في المستقبل فلأنه متوقف على انقضاء حوادث ما لا نهاية لها ، وما لا نهاية له كيف ينقضي؟!!

وهكذا نرى أن ابن تيمية ينظّر لشيء وينتهي لشيء آخر وإن لم يلتزم به!! فهو ينظّر إلى أن الله يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء، ثم ينتهي مذهبه إلى أنه يستحيل عليه السكوت بل يستحيل عليه الكلام أيضا!! أي أن ابن تيمية معطل لصفة الكلام بل رأينا أنه معطل أيضا لصفة الاستواء والنزول والمجيء ..!! وهذا غاية في الطرافة لأنه ما فتئ يتهم خصومه الأشاعرة بالتعطيل ثم تبين أنه هو نفسه معطل ..!! وهذه أمُّ المفاجأت أو قلْ أمُّ الطامات!!

طبعا هذا التعطيل لصفة الكلام من ابن تيمية سببه أنه جعل الكلام حروفا وأصواتا حادثة متعاقبة في ذاته، وإلا فالله متكلم أزلا وأبدا كما دل عليه الكتاب والسنة وعليه جمهور العلماء من السلف والخلف، ولكن لم يقل أحد منهم بأن كلامه حروف وأصوات حادثة متعاقبة في ذاته كما زعم ابن تيمية، حتى الحنابلة الذين قالوا بالحرف والصوت لم يجعلوها حوادث في ذاته تعالى بل جعلوها قديمة كما سيأتي بسطه.

والسؤال الآن هل هذه التناقضات التي وقع فيها ابن تيمية هي نفسها عقيدة العوام السهلة البسيطة التي يدعيها ويبشر بها ابن تيمية وأتباعه ويفخرون بها؟!!! أنا أجزم أن معظم شيوخ الوهابية أنفسهم فضلا عن عوامهم لا يفهمون أصلا مذهب ابن تيمية ولا يدركون حقيقته ولوازمه وإلا لربما فروا وتبرؤوا منه أصلا، غاية ما يعلمونه هنا هو أصل المسألة وهو قول ابن تيمية أن الله يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء، ولكن هل يعلمون هذه اللوزام والتناقضات السابقة التي حاصلها أن الله لا يتكلم ولا يسكت بل يستحيل أن يسكت كما يستحيل أن يتكلم وقد سبق إثباته!!

وهذا يذكرني بالأخ الوهابي الشيخ حسن الحسيني الذي خرج علينا قائلا في فيديو : ماذا يضيركم أن تقولوا إن الله يتكلم إذا شاء متى شاء ؟!! وقد رددت عليه في عدة تسجيلات[12]، ولكن الشاهد هنا بساطة هذا الأخ وعفويته في سؤاله هذا الذي يدل على أنه لا يدرك حقيقة هذا القول ولوزامه التي تؤدي إلى أن الله لا يتكلم أصلا!!!

وتعالوا الآن إلى التناقض الثالث في صفة الكلام وهو الأدهى وحاصله أن الله يتكلم بملايين بل بمليارات وتريليونات الكلمات والعبارات المختلفة معا في اللحظة نفسها وبأحرف وأصوات متعاقبة ومجتمعة ومختلفة وحادثة في ذاته !! وإليكم بيان ذلك … انتظره

——————————–

[1] انظر السابق:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5022751681172147

[2] «درء تعارض العقل والنقل» (4/ 127)

[3] منهاج السنة النبوية (2/ 380)

[4] منهاج السنة النبوية (2/ 381)

[5] العقيدة السلفية فى كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية (ص: 181)

([6]) موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3/1003).

([7]) الصفدية لابن تيمية (1/10).

[8] «مجموع الفتاوى» (12/ 529)، وكذا في موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 625): أن الله يتكلم متى شاء ويسكت متى شاء.اهـ

[9] «مجموع الفتاوى» (6/ 179)

[10] «مجموع الفتاوى» (5/ 466)

[11] «مجموع الفتاوى» (16/ 387)، كذا قال وهذا كلام مضحك بائس متناقض كما سترى في فيما سيأتي في المتن أعلاه، ولكن نقصر هنا في الحاشية على نقل قول الإمام القرطبي في تفسيره لآية {وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [البقرة: 117]: وتلخيص المعتقد في هذه الآية: أن الله عز وجل لم يزل آمرا للمعدومات بشرط وجودها، قادرا مع تأخر المقدورات، عالما مع تأخر المعلومات. فكل ما في الآية يقتضي الاستقبال فهو بحسب المأمورات، إذ المحدثات تجئ بعد أن لم تكن. وكل ما يسند إلى الله تعالى من قدرة وعلم فهو قديم لم يزل. والمعنى الذي تقتضيه عبارة” كن”: هو قديم قائم بالذات. وقال أبو الحسن الماوردي فإن قيل: ففي أي حال يقول له كن فيكون؟ أفي حال عدمه، أم في حال وجوده؟ فإن كان في حال عدمه استحال أن يأمر إلا مأمورا، كما يستحيل أن يكون الأمر إلا من آمر، وإن كان في حال وجوده فتلك حال لا يجوز أن يأمر فيها بالوجود والحدوث، لأنه موجود حادث؟ قيل عن هذا السؤال أجوبة ثلاثة: أحدها- أنه خبر من الله تعالى عن نفوذ أوامره في خلقه الموجود، كما أمر في بني إسرائيل أن يكونوا قردة خاسئين، ولا يكون هذا واردا في إيجاد المعدومات.

الثاني– أن الله عز وجل عالم بما هو كائن قبل كونه، فكانت الأشياء التي لم تكن وهي كائنة بعلمه قبل كونها مشابهة للتي هي موجودة، فجاز أن يقول لها: كوني. ويأمرها بالخروج من حال العدم إلى حال الوجود، لتصور جميعها له ولعلمه بها في حال العدم. الثالث- أن ذلك خبر من الله تعالى عام عن جميع ما يحدثه ويكونه إذا أراد خلقه وإنشاءه كان، ووجد من غير أن يكون هناك قول يقوله، وإنما هو قضاء يريده، فعبر عنه بالقول وإن لم يكن قولا، كقول أبي النجم: قد قالت الأتساع للبطن الحق

ولا قول هناك، وإنما أراد أن الظهر قد لحق بالبطن، وكقول عمرو بن حممة الدوسي: فأصبحت مثل النسر طارت فراخه … إذا رام تطيارا يقل له قَع وكما قال الآخر: قالت جناحاه لساقيه الحقا … ونجيا لحمَكما أن يُمزقا

[12] انظر : ” الرد على تسجيل “رسالة الى الشيخ حسن الحسيني والرد عليه ـ محمد بن شمس الدين” (الله يتكلم إذا شاء) ج1 “

السابق
تفسير الإمامين الرازي والقرطبي لقوله تعالى قوله تعالى: فإنما يقول له كن فيكون
التالي
(1) الفتح القُدسيّ في تحقيق مسألة الكلام النفسيّ