تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

(4)استدلال ابن تيمية وأتباعه بإجماع السلف والبشر والمخلوقات كافة على مسألة علو الله .[1]

وهذا تدليس من ابن القيم حيث أسقط عبارة ” عن شيخ حدثه ” ليشد من أزر السند ويخفي أن فيه رجلا مبهما، وسكت على هذا التدليس د.المعتق محقق اجتماع الجيوش ….!!!!!

(4)استدلال ابن تيمية وأتباعه بإجماع السلف والبشر والمخلوقات كافة على مسألة علو الله .[1]

#سلسلة_استدلال_ابن_تيمية_وأتباعه_بإجماع_السلف_على_العلو

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/770458499734841

الفصل الثاني: في الآثار المروية عن التابعين ـ رحمهم الله ـ في العلو والاستواء والفوقية

قال ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (2/ 127): ” ذكر أقوال التابعين رحمهم الله تعالى “….اهـ

ثم ذكر ابن القيم الأثار التالية عن التابعين، وسأذكرها كلها هنا، ولكن مع الاقتصار على الجملة التي هي محل الشاهد في الأثر على العلو، وسوف أذكر تلك الآثار بنصها الكامل سندا ومتنا كما ذكرها ابن القيم وأقوم بتخريجها في منشورات لاحقة لبيان مواضع الضعف في أسانيدها لأن غالبها ضعيف لا يثبت، كما سأوضح بالتفصيل لاحقا ضعف دلالتها إن شاء الله .

وإليك الآن الآثار كما أوردها ابن القيم:

1) قول مسروق رحمه الله ..قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما حبيبة حبيب الله صلى الله عليه وسلم المبرأة من فوق سبع سماوات.

2) قول عكرمة رحمه الله تعالى …: بينما رجل مستلق على متنه في الجنة،…فقال له الرب من فوق عرشه: كل يا ابن آدم فإن ابن آدم لا يشبع.

3) قول قتادة رحمه الله تعالى : قالت بنو إسرائيل: يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض.

4) “قول سليمان التيمي رحمه الله تعالى “: لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء.

5) ” قول كعب الأحبار رحمه الله تعالى “: أُخبرك أن الله خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن … ثم رفع العرش فاستوى عليه….وقال أيضا: قال الله في التوراة: أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي وأنا على عرشي أدبر ” أمور ” عبادي لا يخفى علي شيء من أمر عبادي في سمائي ولا في أرضي.

6) ” قول مقاتل رحمه الله تعالى “: وهو فوق عرشه وهو بكل شيء عليم… وقال أيضا: وهو فوق عرشه وعلمه معهم.

7) قول الضحاك رحمه الله تعالى : هو الله على العرش وعلمه معهم.

8) ” قول التابعين جملة “: روى البيهقي بإسناد صحيح[2] إلى الأوزاعي قال: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى جل ذكره فوق عرشه[3].

9) ” قول الحسن رحمه الله تعالى “: ليس شيء عند ربك من الخلق أقرب إليه من إسرافيل، وبينه وبين ربه مسيرة سبعة حجب كل حجاب مسيرة خمسمائة عام.

10) ” قول مالك بن دينار رحمه الله تعالى “: اسمعوا إلى قوله الصادق من فوق عرشه. وكان مالك بن دينار وغيره من السلف يذكرون هذا الأثر: ابن آدم خيري إليك نازل وشرك يصعد إلي .

11) ” قول ربيعة بن أبي عبد الرحمن رحمه الله : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول.

12) ” قول عبد الله بن الكوا رحمه الله تعالى “: ذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله تعالى في تاريخه عن هشام بن سعد قال: قدم[4] عبد الله بن الكواء على معاوية …. قال فأخبرني عن أهل الشام؟ ..قال: أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم لخالق ولا يحسبون للسماء ساكنا.

قال وليد: وبعد، فهذه هي الآثار كافة في العلو التي سردها ابن القيم عن التابعين في كتابه، فأين في أيٍّ منها نسبةُ لفظِ الجهة أو لفظ المكان أو لفظ الحيز إلى الله تعالى؟

إن غاية ما ورد فيها أن الله على العرش أو فوق السماوات أو أنه في السماء أو أنه يصعد إليه الأعمال …. وقد سبق أن قلنا أن إطلاق هذه العبارات ليست في محل النزاع أصلا لأن ورد نحوها في الكتاب والسنة، وأن الأشاعرة لا ينكرونها أصلا وإنما ينكرون أن تفهم منها أن الله في جهة أو حيز أو مكان… تماما كما ينكرون على من يفهم من آيات المعية أن الله في كل مكان بذاته …فالنزاع إذن في فهم هذه العبارات لا في إطلاقها….فتأمل.

هذا كله إنْ غضضنا النظرَ عن مدى صحة هذه الآثار السابقة سندا وعن صحة دلالتها لفظا … وإلا فمعظم ـ إن لم يكن كل ـ هذه الآثار ساقطة سندا، وكثير من متونها هي روايات إسرائيلية أصلا كأثر كعب وقتادرة وعكرمة والحسن … فاعتبَرَ ابنُ القيم أن مجرد روايات هؤلاء التابعين[5] لهذه الإسرائيليات أنهم يقولون بما دلت عليها وأنهم يفهمونها كفهمه ….!!!!!

وهذا أمر مضحك … إذ رواية الصحابة والتابعين وأتباعهم للإسرائيليات هي من باب قوله عليه الصلاة والسلام “حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج”[6]، ولا يعني أنهم يصدقون بما فيها …. كيف؟!! وهذا قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: (((كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا { آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [العنكبوت: 46]) الآية ))).

وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ وَكِتَابُكُمْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثُ تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرُوهُ وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ وَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنْ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا يَسْأَلُكُمْ عَنْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ.

قال ابن كثير في تفسيره، ت سلامة (6/ 283)عند َقوله تعالى: {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزلَ إِلَيْنَا وَأُنزلَ إِلَيْكُمْ}: يَعْنِي: إِذَا أَخْبَرُوا بِمَا لَا يُعْلَمُ صِدْقُهُ وَلَا كَذِبُهُ، فَهَذَا لَا نُقدم عَلَى تَكْذِيبِهِ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ حَقًّا، وَلَا عَلَى تَصْدِيقِهِ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يكون باطلا وَلَكِنْ نُؤْمِنُ بِهِ إِيمَانًا مُجْمَلًا مُعَلَّقًا عَلَى شَرْطٍ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ مُنْزَلًا لَا مُبَدَّلًا وَلَا مُؤَوَّلًا.

ثم روى ابن كثير حديث البخاري السابق ونحوه ثم قال: ثُمَّ لِيُعْلَمَ أَنَّ أَكْثَرَ مَا يُحدّثون بِهِ غالبُه كَذِبٌ وَبُهْتَانٌ؛ لِأَنَّهُ قَدْ دَخَلَهُ تَحْرِيفٌ وَتَبْدِيلٌ وَتَغْيِيرٌ وَتَأْوِيلٌ، وَمَا أَقَلَّ الصِّدْقَ فِيهِ، ثُمَّ مَا أَقَلَّ فَائِدَةَ كَثِيرٍ مِنْهُ لَوْ كَانَ صَحِيحًا.اهـ

ننتقل إلى الفصل الثالث والأخير وهو:

الفصل الثالث: فيما روي في العلو عن أتباع التابعين …. انظر اللاحق: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/778122578968433/

=========================

[1] انظر السابق: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/770140399766651/

[2] كذا قال ابن القيم مع أن في هذا الأثر محمد بن كثير المصيصي، وأكتفي هنا بذكر ما قاله الألباني عنه في حديث آخر في إرواء الغليل (1/ 30) حيث قال: وقد خالفه والذي قبله محمدُ بن كثير المصيصي …والمصيصي هذا ضعيف لأنه كثير الغلط كما قال الحافظ .اهـ وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (3/ 163): ومحمد بن كثير هذا هو الصنعاني المصيصي قال الحافظ في ” التقريب “: صدوق كثير الغلط. وأورده الذهبي في ” الضعفاء ” وقال: ضعفه أحمد. قلت: فمثله لا يحتج به، إذا لم يخالف، فكيف مع المخالفة. انتهى كلام الألباني (انظر الصورة رقم11،12 ). ومع ذلك احتج به ابن القيم هنا بل اعتبره من الأئمة الثقات …!!!!!!

وقد ليّن الأثرَ الحاشديُّ محققُ الأسماء والصفات بسبب المصيصي هذا، ولكنه تأول لابن القيم توثيقه له بحجة أن هذا الأثر يبعد أن يغلط فيه المصيصي (انظر الصورة رقم 1،و10) …. !!!!!

قال وليد: نَعم يبعد أن يغلط فيه …كيف وهو يروي أثرا يوافق هواه …. وأما لو كان الأثر الذي رواه مخالفا لمذهبه فحينئذ يرده بحجة أن الراوي كثير الغلط …..!!!!!!

[3] ثم ذكر هنا ابنُ القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (2/ 131): وقال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد ” لأن علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله تعالى: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} [المجادلة: 7] هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم أحد في ذلك يحتج بقوله.اهـ

[4] قال وليد: هذا تدليس من ابن القيم ـ غفر الله لنا وله ـ ، فقد قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (27/ 102): نا هشام بن سعد عن شيخ حدثه قال قدم عبد الله بن الكوا على معاوية .اهـ

فأسقط ابن القيم عبارة ” عن شيخ حدثه ” ليشد من أزر السند ويخفي أن فيه رجلا مبهما، وسكت على هذا التدليس د.المعتق محقق اجتماع الجيوش مكتفيا بعزو الأثر إلى تاريخ ابن عساكر بذكر الجزء والصفحة …..!!!!!!، وذكره ابن عساكر مرة أخرى بالسند نفسه في موضع آخر من تاريخ دمشق (1/ 359). (انظر الصورة 1، و7 لجيوش ابن القيم، والصورة 8،و9 لتاريخ ابن عساكر)

[5] وسبق أن فعل هذا ابن القيم حين سرد الروايات عن الصحابة في العلو، كأثر عمر: “ويل لديان الأرض…”، فهذا أثر إسرائيلي، فقد رواه عثمان الدارمي عن عمر، ثم قال الدارمي في نقضه على المريسي (1/ 517): ..أَنَّ كَعْبًا قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: “وَيْلٌ لسطان الْأَرْضِ مِنْ سُلْطَانِ السَّمَاءِ” قَالَ عُمَرُ: “إِلَّا مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ”.اهـ

وكأثر ابنِ مسعود :”وبين الكرسي إلى الماء… “، وأثره أيضا “إن العبد ليهم بالأمر من التجارة…”، وكأثر ابنِ عباس: ” فإن بين السماوات السبع إلى الكرسي سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك “، وكأثر أبي أمامة وأبي سعيد “: وعزتي وجلالي وارتفاعي على عرشي”. فهذه الآثار اعتبر ابنُ القيم مجردَ رواية الصحابة لها أنهم يعتقدون ما فيها، وأنهم يفهمونها كما يفهما ابن القيم وشيخه….!!!!

انظر هذه الآثار: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/770140399766651/

[6] أخرجه البخاري في صحيحه(3/ 1275) ولفظه بتمامه: عن عبد الله بن عمرو: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ).اهـ

السابق
سلسلة_استدلال_ابن_تيمية_وأتباعه_بإجماع_السلف_والبشر_كافة_والجن_والحيوانات_على_مسألة_علوِّ_الله_تعالى [1]
التالي
(3) استدلال ابن تيمية وأتباعه بإجماع السلف والبشر والمخلوقات كافة على مسألة علو الله [1]