فما بال الألباني في مختصره للعلو نسي أو تناسي كلَّ كلامِه هذا في الصائغ وتضعيفه له في كتابيه السابقين ….وصحّح أثرَ الصائغ عن مالك “الله في السماء، وعلمه في كل مكان، لا يخلو منه شيء.” وراح يشنّع على العلامة الكوثري ويتهمه بالتزوير والتدليس لمجرد قوله عن الصائغ صاحب مناكير عن مالك مع أن هذا قال مثله ابن عدي عنه، بل الألباني هو المدلس لبتره كلام أحمد…؟!!!
(2) التحقيق النافع لأثر الصائغ عبد الله بن نافع ….. [1]
…ومهما يكن من أمر فنحن لن نتعب أنفسنا مع الألباني ـ رحمه الله ـ وشعيته هنا إلا بأن ننقل كلام الألباني نفسه في عبد الله بن نافع الصائغ في مواضع أخرى من كتب الألباني نفسها …!!!!!
إن الألباني صرّح في مواضع أخرى بضعف الصائغ من جهة حفظه، فرفض أن يحسّن له حديثا…!!! بل إن الألباني رد على بعض الحفاظ لأنه حسّن للصائغ حديثا …. وإليك تفصيل ذلك.
قال الألباني في ضعيف سنن أبي داود (1/ 172): …وقد تابعه عبد الله بن نافع الصائغ عن هشام بن سعد؛ لكن خالفه في إسناده: أخرجه الطبراني في ” المعجم الصغير ” (ص 54) قال: ثنا إسحاق بن خلف المرْوزِي- ببغداد-: ثنا محمد بن إسحاق المُسيِّبِي: ثنا عبد الله بن نافع الصائغ عن هشام بن سعد عن معاذ بن عبد الله بن خُبيْب الجُهنِيِّ عن أبيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال… فذكره. وقال: ” لا يروى عن عبد الله بن خبيب- وله صحبة- إلا بهذا الإسناد. تفرد به عبد الله بن نافع ” .
قلت: وهو ضعيف من قبل حفظه، وقد خالفه ابن وهب الثقة الحجة، فلا
يحتج به مع هذه المخالفة. ومنه تعلم أن قول ابن صاعد:
” إسناد حسن غريب ” ! ليس بحسن. ومثله قول الهيثمي (1/294) :
” رواه الطبراني في ” الأوسط ” و ” الصغير ” .. ورجاله ثقات ” ! فهذا التوثيق- بإطلاقه- وهم منه؛ فإن الصائغ هذا مختلف فيه، وقد قال أبو حاتم فيه:
” هو لين في حفظه ” . قلت: ويؤيد هذا مخالفته لعبد الله بن وهب في إسناده كما سبق.اهـ (وانظر النص بتمامه من الصور: 9، 10، 11).
قال وليد ابن الصلاح: فتأمل قولَ الألباني عن عبد الله بن نافع : “قلت: وهو ضعيف من قبل حفظه”.
ثم انظر كيف ردّ على ابن صاعد حين حسّن حديثه فقال الألباني: (((ومنه تعلم أن قول ابن صاعد: ” إسناد حسن غريب ” ! ليس بحسن.)))
وردَّ الألباني أيضا على توثيق الهيثمي له، محتجا بكلام أبي حاتم حيث فقال الألباني: (((فهذا التوثيق- بإطلاقه- وهم منه؛ فإن الصائغ هذا مختلف فيه، وقد قال أبو حاتم فيه: ” هو لين في حفظه ” .))).اهـ
وصرّح الألباني بضعف الصائغ مرة أخرى معتمدا على كلام الحافظ في التقريب، فقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (13/ 889):..قلت : وعبد الله بن نافع – وهو : الصائغ – ، وفيه ضعف من قبل حفظه . قال
الحافظ في “التقريب” : “صحيح الكتاب ، وفي حفظه لين” .اهـ (وانظر الصور: 12، 13 ، 14).
وهكذا نرى تصريحَ الألباني مرتين بضعف الصائغ محتجا بكلام أبي حاتم والحافظ ابن حجر ، بل رأينا كيف رد الألباني على من حسّن للصائغ حديثا ….فما بال الألباني في مختصره للعلو نسي أو تناسي كلَّ كلامِه هذا في الصائغ في كتابيه السابقين ….وصحّح أثرَ الصائغ عن مالك “الله في السماء، وعلمه في كل مكان، لا يخلو منه شيء.” وراح يشنّع على العلامة الكوثري لطعنه في هذا الأثر وقوله عن الصائغ “صاحب مناكير عن مالك” … فاستشاط الألباني غضبا وراح يتهم الكوثريَّ بالتزوير والتدليس … ثم راح الألباني يثني على الصائغَ متجاهلا كل ما قيل فيه … ثم راح يُحيلنا على التهذيب للحافظ ابن حجر .. مع أن الألباني نفسه ضعّف الصائغَ في السلسلة الضعيفة محتجا بكلام الحافظ في التقريب كما سبق ….!!!! فليت شعري هل تناقض الحافظُ ابن حجر فوثّق الصائغَ في التهذيب حتى يحيلنا عليه الألباني في مختصر العلو ـ مع أننا رأينا أن الحافظ نقل في التهذيب عن ثمانية من الحفاظ طعنه في الصائغ ـ … وأما في التقريب فضعّف الحافظُ ابنُ حجر الصائغَ حتى يحيلنا الألباني عليه في ضعيفته …؟!!! أم أن الألباني هو من تناقض في الصائغ فهو عنده ضعيف إلا إن روى أثرا يوافق مشربه كالأثر السابق الذي رواه عن مالك أنه قال: الله في السماء وعلمه في كل مكان….؟!!!!!
وأما اتهام الألباني للكوثري بالتزوير والتدليس، فالعكس هو الصحيح أي أن الألباني هو المدلس لأنه نقل كلام أحمد مبتورا من التهذيب، حيث ورد في تهذيب التهذيب (6/ 52) عن أحمد قوله: “كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأي مالك وحديثه كان يحفظ حديث مالك كله ثم دخله بآخره شك“، وقوله “ثم دخله بآخره شك” بتره الألباني ليتم له تشنيعه على العلامة الكوثري!!
فالآن حصص الحق واستبان من هو الأليق بهذه التهمة … والحمد لله ….ثم أين التزوير في قول الكوثري ـ رحمه الله ـ عن عبد الله بن نافع أنه: “صاحب المناكير عن مالك”، فهذا ابن عدي قال عنه : “روى عن مالك غرائب” كما في تهذيب الكمال (16/ 211) [2]، وتهذيب التهذيب 2/ 443، وقد سبق ذلك، وقال عنه أبو زرعة الرازي في رواية: منكر الحديث. وقد سبق ذلك[3]…. ورأينا كيف أن الألباني نفسه صرح مرتين بضعفه… وهذا قد يكون أشد من القول بأنه صاحب مناكير[4].
لا يقال : عبد الله بن نافع الصائغ وإن كان ضعيفا في الحديث من جهة حفظه، ولكنه ثبتٌ في مالك ـ كما قال ابن معين ـ لكونه كان ملازما له …. وبالتالي فيكون أثر الصائغ السابق عن مالك صحيحا كما قال الألباني رحمه الله.
قلنا: ليس الأمر كذلك، وذلك لأن …. انتظره
====================
[1] انظر السابق: https://www.facebook.com/…/permalink/819678681479489/
[2] https://www.prod.facebook.com/photo.php…
[3] انظر: https://www.prod.facebook.com/photo.php…
و https://www.prod.facebook.com/photo.php…
[4] قال العلامة اللكنوي في الرفع والتكميل (ص: 201): (((قال الزين العراقي في تخريج احاديث احياء العلوم: كثيرا ما يطلقون المنكر على الراوي لكونه روى حديثا واحدا انتهى . وقال السخاوي في فتح المغيث: وقد يطلق ذلك على الثقة اذا روى المناكير عن الضعفاء قال الحاكم قلت للدارقطني فسليمان ابن بنت شرحبيل قال ثقة قلت اليس عنده مناكير قال يحدث بها عن قوم ضعفاء اما هو فثقة انتهى.))).
وفي فتح المغيث للسخاوي (2/ 296): وقال ابن دقيق العيد في شرح الإمام: قولهم روى مناكير لا تقتضي بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته وينتهي إلى أن يقال فيه منكر الحديث لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك بحديثه؛ والعبارة الأخرى لا تقتضي الديمومة كيف؟ وقد قال أحمد بن حنبل في محمد بن إبراهيم التيمي يروي أحاديث منكرة وهو ممن اتفق عليه الشيخان وإليه المرجع في حديث الأعمال بالنيات.اهـ
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/820138481433509