[1]……مع أن حديث الجارية يهدم كل ما شيدتموه عن توحيد الألوهية
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/443680712412623/
[9] هل صحيح ما زعمه ابن عبد الوهاب وأتباعه من أن من ينطق بكلمة التوحيد “لا إله إلا الله ” ولا يعرف المعنى الصحيح لها الذي كان يعرفه أبو جهل وسائر المشركين فهو كالحمار يحمل أسفارا وهو أشد كفرا وشركا من أبي جهل وأبي لهب ….؟!!!!!*
الوجه الثاني: أنكم ركلتم بأقدامكم هذه الشروط الثمانية التي وضعتموها لصحة النطق بشهادة (لا إله إلا الله) ونجاة قائلها في الآخرة، وذلك حين صادف حديث الجارية[1] هوى عندكم، فقلتم بظاهره وتخليتم عن اشتراط أصل النطق بالشهادة، فضلا عن شروطها الثمانية، وليس هذا فحسب، بل شنعتم على من تأول الحديث فهذا الألباني يقول: ” فيا ويح من لا يشهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان، ويا ويل من يأبى بل يستنكر ما جعله صلى الله عليه وسلم دليلا على الإيمان ([2])”
فانظر إلى الهوى ماذا يفعل بصاحبه؟! لقد كفّروا من قال “لا إله إلا الله” وجعلوا أبا جهل أفضلَ منه، وأنه كالحمار يحمل أسفارا، بحجة أنه لم يحقق شروطها الثمانية، وضربوا بعرض الحائط الأحاديث الكثير السابقة التي شهد النبي صلى الله عليه وسلم لمن يقول (لا إله إلا الله) بالإيمان وبالجنة، ثم شهدوا لمن قال “إن الله في السماء” بالإيمان بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد للجارية بالإيمان حين قالت ذلك…..!!!!
تأمل هذا الهوى والاضطراب والتناقض العجيب..!! لقد شنعوا علينا بحجة أننا اكتفينا من المكلف بمجرد نطقه بلا إله إلا الله للدخول في الإسلام، ولم نشترط لها شروطهم الثمانية، ثم لما جاؤوا إلى حديث الجارية ووجدوا فيه ما توهموا أنه يؤيد مذهبهم في نسبة الجهة لله ـ تخلوا عن أصل النطق بالشهادة فضلا عن شروطها، وركلوا نظريتهم برمتها القائلة بأن توحيد الألوهية المعبّر عنه بشهادة (لا إله إلا الله) هو الذي يُدخل في الإسلام دون توحيد الربوبية المعبر عنه بصيغة “لا رب أو لا خالق إلا الله”، بحجة أن هذه الصيغة الأخيرة كان يقول ويقر بها أبو جهل وغيره من مشركي قريش، ولكن لم ينفعهم هذا الإقرار….!!!
ولكن السلفية نسوا أو تناسوا ما كانوا قالوه هم أنفسهم من قبل حين كانوا يحشدون أدلة على قولهم بأن الله في السماء، فحينها قالوا: إن أبا جهل وغيره من المشركين كانوا يقولوا : إن الله في السماء[3]…. فنقول: فما بال هؤلاء المشركين لم تدخلهم في الإسلام شهادتُهم بأن الله في السماء، ولم ينفعهم ذلك، وأما الجارية فقد أدخلها في الإسلام قولها بأنه الله في السماء، ونفعها ذلك، حتى ولو لم تشهد بأنه لا إله إلا الله، حسب ما قررتم؟!!!! أليس هذا تناقضا عجيبا منكم …..؟!!!
فحين تتكلمون في توحيد الألوهية تشترطون أن يقول المكلف حصرا “لا إله إلا الله” ويحقق شروطها الثمانية حتى يدخل في الإسلام وتردون كل الأحاديث التي تبشّر من يقول لا إله إلا الله، وتشهد له بالجنة؛ وأما حينما تتكلمون في مسألة العلو ونسبة الجهة إلى الله تستشهدون بحديث الجارية على ذلك….مع أن حديث الجارية يهدم كل ما شيدتموه عن توحيد الألوهية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد للجارية بالإيمان بمجرد قولها: إن الله في السماء، دون أن تشهد أن لا إله إلا الله، كما قررتم ـ……!!!!
وسيأتي مزيد تفصيل حول حديث الجارية، ولكن المقصود هنا هو بيان كيف ردَّ السلفيةُ الأحاديثَ الكثيرة السابقة في نجاة من يقول لا إله إلا الله وعصمة دمه وماله وعرضه ـ من أجل أن يستحلوا دماء مخالفيهم المسلمين حتى ولو شهدوا لا إله إلا الله، بحجة أنهم لم يحققوا شروطها الثمانية المزعومة، ولكن السلفية فعلوا نقيض ذلك تماما في حديث الجارية، حيث تخلوا عن أصل اشتراط الشهادة، بل شنعوا على من اشتراطها كما سبق من كلام الألباني؛ فإذا صححتم إيمانَ الجارية مع عدم شهادتها بأنه لا إله إلا الله وفقا لحديث الجارية، فمن باب أولى أن تصححوا إيمان من شهد أن لا إله إلا الله حتى ولو لم يحقق شروطها الثمانية المزعومة، وفقا للأحاديث الكثيرة السابقة التي تشهد لقائلها بالجنة وعصمة دمه….!!!!
وانظر اللاحق: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/443974112383283/
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*انظر السابق: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/443068929140468/
[1] وهو ما رواه مسلم في صحيحه برقم (537) من حديث معاوية بن الحكم السلمي وفيه: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعظم ذلك علي قلت يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ قال ائتني بها فأتيته بها فقال لها أين الله ؟ قالت في السماء قال من أنا ؟ قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة.
([2]) مختصر العلو للألباني ص55
[3] ذكر ابن القيم شواهد من شعر الجاهلية تؤيد ذلك: منها قول عنترة:
يا عبل أين من المنية مهربي … إذ كان ربي في السماء قضاها
انظر: اجتماع الجيوش الإسلامية ص322، لابن قيم الجوزية، ت:عواد المعتق-ط1-1408هـ.
وانظر أيضا: http://www.dorar.net/enc/aqadia/265