تراجم معاصرين

وفاة الشيخ أبي ضياء وليد عبد الباري الخطيب رحمه الله (منقول)

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid0mnyf3y5J6y1mgf5zq17FCtahajKE39G4ztWREuBJ8uhxojTZ62hVgqEx297eha9Cl&id=100010204564425

فرغنا الليلة بالكويت من دفن الشيخ الفاضل الداعية المنور الشيخ أبي ضياء وليد عبد الباري الخطيب وكلنا حزن وأسى عليه

فقد فجأنا وفجعنا صباح أمس السبت 2024/8/24 خبر رحيله من هذه الدنيا الفانية خفيفا لطيفا كما كان فقد صلى الفجر في مسجده إماما ثم رجع إلى بيته فتعب فجأة فحمل إلى المشفى فأصيب بجُلطة فارق على إثرها هذه الحياة الدنيا.

ولد الشيخ رحمه الله بمدينة من مدن إدلب وقراها الكبيرة تدعى بِنِّش عام 1951 م في أسرة علم ودين فوالده العالم الفاضل الشيخ محمد صالح الخطيب درس في حلب في المدرسة الحلوية (الواقعة ضمن جامع الحلوية مقابل الباب الغربي للجامع الكبير) ثم صار خطيب وإمام الجامع الكبير ببنّش من عام 1951 حتى وفاته عام 1980م وقد كان حريصا على تلقين ولده العلم وتفريغه للتحصيل ولذا أخذ بيده إلى حلب فألحقه بالدفعة والفوج الثاني بالمعهد الديني الذي أسسه الشيخ الإمام محمد النبهان رحمه الله وسماه دار نهضة العلوم الشرعية فأقام بها ليل نهار وتلقى فيها خمس سنوات العلوم الشرعية والعربية على الأشياخ الأجلاء كالشيخ علاء الدين علايا والشيخ نذير حامد والشيخ محمود فجال وغيرهم وأكمل دراسة السنة السادسة في المدرسة الشعبانية التي أحياها الشيخ الإمام عبد الله سراج الدين رحمه الله.

ثم أكمل دراسته الجامعية فالتحق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر الشريف، ثم عاد إلى سورية فعمل في المساجد إماماً وخطيباً وفي المدارس موجهاً ومعلماً في قرى (بنش ومعرتمصرين ودركوش)ومدينة إدلب.

ثم انتقل بعدها إلى الكويت عام 1979م إماماً وخطيباً، وعمل أيضاً في إدارة الإفتاء بوزارة الأوقاف: مُصحّحاً، ثم أميناً للسر في لجنة الأحوال الشخصية (الزواج والطلاق والمواريث والأوقاف)، وكان عليه عبء كبير في مجالسة المتخاصمين من الأزواج والزوجات وإصلاح ذات البين وكتابة الاستفتاءات ومتابعة أحوال الناس رحمه الله.

عرفت الشيخ حين أقمت بالكويت منذ سنة 2005 فوجدته رجلا تقيا مستقيما خطيبا منور الشيبة حلو الحديث بشوشا فكها لطيف المعشر متواضعا في غير ذلة يقول كلمة الحق في لطف وصدق ويهتم لأمر المسلمين ويتحرق لما حل بهم ويخالط الناس ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم وينظم الشعر الذي نشر بعضه في مجلة الوعي الإسلامي ومجلة المجتمع الكويتية، وفي معجم البابطين للشعراء المعاصرين، وفي ديوان الشهيد محمد الدرة، ولذا لم يكن مستغربا أن يكون في طليعة أهل العلم والدين المؤيدين لثورة الحرية والكرامة بسورية والتي ابتلي فيها منذ سنتها الأولى بفقد فلذة كبده وولده النابه حذيفة الذي كان جامعيا ناشطا في الثورة وقد قتله الجيش حين دخل مدينة بنش ورمى الناس بالرصاص الحي عشوائيا فأصابت إحدى الرصاصات حذيفة وأردته شهيدا فصبر الشيخ وليد واحتسب ورأيته في مجلس العزاء شامخا كالجبل لم يهن ولم يصبه الخور.

رحم الله مولانا الشيخ أبا ضياء وأجزل أجره ونور قبره وأحسن عزاء أهله وذريته وجعل ولده الشيخ ضياء خير خلف لخير سلف وأخلف على الأمة خيرا

وكتبه الأسيف

أحمدزاهر سالم

2024/8/25

22 صفر 144

السابق
حصري/ تنزيل كتاب “مناقب المشركين في الجاهلية ومثالبهم وحقيقة شركهم في الألوهية” أو “ثناء الوهابية على المشركين لتكفير المسلمين”
التالي
من أقوال بعض علماء أهل السنة والجماعة في ابن تيمية (منقول)