تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

وجود الله ليس مرهونا بوجود مخلوقاته مثل المكان والعرش والسماء والجهة، فالله خالقها من عدم وقبلها كان الله بلا مكان فلا يتغير (منقول)

🔴 وُجُودُ اللهِ🔴

  • وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ… رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا… رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ… وَاللهُ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ…

▪️ وُجُودُ اللهِ لَيْسَ مَرْهُونًا بِوُجُودِ مَخْلُوقَاتِهِ مِثْلَ المَكَانِ وَالعَرْشِ وَالسَّمَاءِ وَالجِهَةِ، فَاللهُ خَالِقُهَا مِنْ عَدَمٍ وَقَبْلَهَا كَانَ اللهُ بِلَا مَكَانٍ فَلَا يَتَغَيَّرُ. لَوْ أَنَّ اللهَ أَفْنَاهَا كُلَّهَا وَهُوَ جَائِزٌ عَلَيْهَا فَلَا يَتَغَيَّرُ شَيْءٌ، يَبْقَى اللهُ بِلَا مَكَانٍ كَمَا كَانَ، وَهَذَا مِنْ عَظَمَةِ اللهِ، فَاللهُ فَوْقَ العُقُولِ لَا تَصِلُهُ الأَوْهَامُ وَالظُّنُونُ، فَقُرْبُهُ بِلَا أَيْنَ وَبُعْدُهُ بِلَا خَلْفٍ، خَالِقٌ بِلَا حَاجَةٍ، وَالمَكَانُ المَخْلُوقُ لَيْسَ صِفَةً لِلَّهِ.

  • وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُسْتَغْنٍ عَنِ المَكَانِ وَالزَّمَانِ، فَهُوَ خَالِقُهُمَا، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ فِي حَاجَةٍ إِلَى مَخْلُوقَاتِهِ. إِذَا كَانَ اللهُ فِي حَاجَةٍ إِلَى شَيْءٍ مَخْلُوقٍ فَإِنَّ هَذَا يَنَافِي كَمَالَهُ وَأُلُوهِيَّتَهُ.

▪️ صِفَاتُ اللهِ لَيْسَتْ كَصِفَاتِ المَخْلُوقَاتِ، فَفَوْقِيَّتُهُ تَعَالَى لَيْسَتْ كَفَوْقِيَّةِ العَرْشِ عَلَى مَا دُونَهُ بِالمَكَانِ وَالجِهَةِ لأَنَّ هَذِهِ الفَوْقِيَّةَ لَا تَتَحَقَّقُ إِلَّا بِوُجُودِ مَا دُونَهَا فَهِيَ مَرْهُونَةٌ بِهِ، أَمَّا صِفَاتُ اللهِ فَلَا تَكْتَسِبُ مِنَ الغَيْرِ وَلَا تَتَوَقَّفُ عَلَى وُجُودِ الغَيْرِ، بَلْ صِفَاتُهُ تَعَالَى كَامِلَةٌ لَا تَزْدَادُ كَمَالًا بِشَيْءٍ.

  • فَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَحْتَاجُ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ لِيَكُونَ كَامِلًا، فَصِفَاتُهُ كَامِلَةٌ فِي ذَاتِهَا، وَلَا يَزِيدُهَا شَيْءٌ مِنْ خَارِجِهِ. فَهَذَا يَعْنِي أَنَّ اللهَ مُطْلَقُ الكَمَالِ، لَا يَزِيدُهُ شَيْءٌ وَلَا يَنْقُصُهُ شَيْءٌ.
  • الحَشَوِيَّةُ وَالمُجَسِّمَةُ: لَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إِثْبَاتِ مَوْجُودٍ إِلَّا فِي جِهَةٍ؛ فَأَثْبَتُوا الجِهَةَ حَتَّى لَزِمَهُمْ بِالضَّرُورَةِ الجِسْمِيَّةُ وَالتَّقْدِيرُ وَالاخْتِصَاصُ بِصِفَاتِ الحُدُوثِ.
  • هَذَا يَعْنِي أَنَّ المَذَاهِبَ الَّتِي تَصِفُ اللهَ بِالجِهَةِ وَالمَكَانِ تَقَعُ فِي مُشْكِلَةِ تَصْوِيرِ اللهِ كَجِسْمٍ، وَهَذَا يُنَافِي مَبْدَأَ تَنَزُّهِ اللهِ عَنْ التَّجْسِيمِ وَالحُدُوثِ.
  • مَنْ عَبَدَ جِسْمًا يَتَخَيَّلُ لَهُ لَوَازِمَهُ، وَمَنْ عَبَدَ اللهَ آمَنَ أَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَأَثْبَتَ كُلَّ صِفَةٍ جَاءَ ذِكْرُهَا فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ عَلَى مَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ.
  • فَالتَّوْحِيدُ الحَقِيقِيُّ يَتَطَلَّبُ الإِيمَانَ بِأَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَأَنَّ صِفَاتهِ فَوْقَ تَصَوُّرِ المَخْلُوقَاتِ.
  • الوَهَّابِيَّةُ أَغْبِيَاءُ… فَلَيْسَ تَعْظِيمُ الخَالِقِ يَكُونُ بِنِسْبَةِ المَكَانِ وَالجِهَةِ لَهُ كَمَا يَتَوَهَّمُونَ، بَلْ عَظَمَةُ الخَالِقِ أَنَّهُ لَا يَحُلُّ فِي شَيْءٍ وَلَا يُشْبِهُ شَيْءٌ وَلَا يَحْتَاجُ لِشَيْءٍ… ((وَاللهُ الغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الفُقَرَاءُ))… ((فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ))… المَكَانُ وَالجِهَةُ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ وَهُمَا مُفْتَقِرَتَانِ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ هُوَ خَالِقُهُمَا وَخَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَالخَالِقُ لَا يَفْتَقِرُ لِأَيِّ مَخْلُوقٍ. فَالإِفْتِقَارُ لِشَيْءٍ مَخْلُوقٍ يُنَافِي الأُلُوهِيَّةَ وَالرُّبُوبِيَّةَ تَمَامًا.
  • وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ الأَفْكَارَ الَّتِي تَجْعَلُ اللهَ فِي حَاجَةٍ إِلَى مَكَانٍ أَوْ جِهَةٍ هِيَ أَفْكَارٌ تُنَافِي مَبْدَأَ التَّوْحِيدِ وَتُفْقِدُ الخَالِقَ صِفَتَهُ كَمُطْلَقِ الكَمَالِ وَالاسْتِغْنَاءِ.

https://www.facebook.com/share/p/M1LLxmNk5mjvSpLg/?mibextid=oFDknk

السابق
كيف هدم الوهابي مذهبه في الصفات حين رد على استدلالي بآية “واذكر اسم ربك” على الذكر بالاسم المفرد
التالي
موقف السلف من الخوض في صفات الله تعالى