تشخيص دقيق لحال الغطغط التيمية
قال العلامة الزاهد محمد زاهد الكوثري (ت:1371ه): ((والحشوية أسقطها الجهل والجمود، ترتئي آراء جاهلية ورثتها من نحل كانوا عليها قبل الإسلام، وراجت عليهم تمويهات المموهين من الثنوية وأهل الكتاب والصابئة، لهم تقشف يخدعون به العامة، وجهالات لا يتصورها عاقل، وهم غلاظ الطباع، قساة جفاة يتحينون الفرص لإحداث القلاقل، لا يظهر لهم قول إلا عند ضعف الإسلام، ويستفحل أمر الإلحاد مع ظهور قولهم! هكذا في جميع أدوار التاريخ، وخصومتهم متوجهة نحو العقل والعلوم النظرية، وكل فرقة قائمة))(1).
وقال أيضا: ((والحشوية يجرون على طيشهم وعمايتهم واستتباعهم الرعاع والغوغاء، ويتقولون في الله ما لا يجوزه الشرع ولا العقل من: إثبات الحركة لله، والنقلة، والحد، والجهة، والقعود، والإقعاد، والاستلقاء، والاستقرار، إلى نحوها مما تلقوه بالقبول من دجاجلة الملبسين من الثنوية وأهل الكتاب، ومما ورثوه من أمم قد خلت، ويؤلفون في ذلك كتبا يملأونها بالوقيعة في الآخرين، ويخرقون حجاب الهيبة في الإكفار، متبرقعين بالسنة، ومعتزين إلى السلف، يستغلون ما ينقل عن بعض السلف من الأقوال المجملة التي لا حجة فيها. نعم لهم سلف، ولكن من غير هذه الأمة، وهم على سنة، ولكن على من سنها الأوزار إلى يوم القيامة))(2). _____________________
(1) مقدمات الإمام الكوثري (ص:49)، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة: مصر، الطبعة الأولى: 1433ه-2012م.
(2) مقدمات الإمام الكوثري (ص:45).