. سؤال :
هل يجوز سؤال الناس وامتحانهم ب ((أين الله)) ؟
جواب :
هذا سؤال لم يفعله أحد من الصحابة ولا السلف الصالح ولا علماء الأمة من أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية ، ولا امتحنوا به الناس
ولا رأيناه في كتب العقائد ولا الفقه
ونحن نتبع العلماء والأئمة ولا نأخذ الحكم من النص مباشرة ،
جاء في الفقه الأبسط لأبي حنيفة :
ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻟﻮ ﻗﻴﻞ: ﺃﻳﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ؟
ﻓﻘﺎﻝ [يعني الإمام الأعظم أبو حنيفة] :
ﻳﻘﺎﻝُ ﻟﻪ ﻛﺎﻥَ اﻟﻠﻪُ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺒﻞ أﻥ ﻳﺨﻠﻖ اﻟﺨﻠﻖ ،
ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻳﻦ ولا خلقٌ ولا شيء ، وهو خالق كل شيء. اهـ
طيب وماذا تقولون في الحديث الذي في مسلم ،
وفيه : أين الله ؟
نقول هذا من الأحاديث المضطربة ،
فقد روي في الموطأ بنفس القصة ، بلفظ (أتشهدين أن لا إله إلا الله)
وقد روي أيضاً أنها كانت خرساء ، “بمعنى أنها لم تقل في السماء ولا في الأرض”
فالحديث مضطرب لا يؤخذ به في العقائد
قال الإمام السرخسي في المبسوط :
(أن في صحة ذلك الحديث كلاماً ،ولا نظن برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من أحد أن يثبت لله تعالى جهة ولا مكانا)
وأما قوله تعالى (أأمنتم من في السماء)
فمن أين لنا أن “من” هنا عائدة على الله ؟!
إنما تعود على ملك الخسف وهو جبريل عليه السلام كما ورد في التفاسير
وعلى فرض صحة الحديث
فهذا الحديث مؤول بالإجماع كما قال القاضي عياض رحمه الله .
ارجع إلى شرح النووي على مسلم
لأنه حتى من قال بظاهرها جعلها مؤولة بمعنى (على السماء)
لأن الله لا يحل بالمخلوقات
ولذا لا نجعلها لفظة امتحان للناس وتعليم للأطفال ونزرع في عقولهم التجسيم والفوقية الحسية ،
ونوهم العوام والأطفال أن الله بعيد عنا بالكيلو مترات !
فهذا قطعاً مذهب النجدية الحشوية المجسمة عليهم من الله ما يستحقون .