هام جدا وضربة قاصمة من البيهقي رحمه الله تعالى لتاويلات الحشوية
روى البيهقي رحمه الله تعالى في الأسماء والصفات بسنده
كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال يااباعبد الله:
الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه؟ قال :فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال : الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولاكيف وكيف عنه مرفوع وانت رجل سوء صاحب بدعة اخرجوه قال: فأخرج الرجل
“قلت هذا الأثر ذي السند الصحيح الذي صححه ابن كثير والذهبي رحمهما الله تعالى وجوده ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى هو ماتواتر عن السلف ونفي السلف للكيف في الاستواء نفي للحد لذا ورد عن بعض السلف بلاحد ولاكيف
ربط بعض السلف بينهم”
قال البيهقي رحمه الله تعالى بعد أن أورد عدة روايات عن السلف وعن ابي الحسن الأشعري والطبري رحمهما الله تعالى
والقديم سبحانه عال على عرشه لاقاعد ولاقائم ولامماس ولامباين للعرش يريد به مباينة الذات التي هي بمعنى الاعتزال أو التباعد لأن الممارسة والمباينة التي هي ضدها والقيام والقعود من أوصاف الأجسام والله عزوجل أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فلايجوزعليه مايجوز عليه مايجوزعلى الأجسام تبارك وتعالى
قال وحكى ابن فورك رحمه الله تعالى هذه الطريقة عن بعض أصحابنا انه قال استوى بمعنى علا ثم قال لايريد بذلك علوابالمسافة والتحيز والكون في مكان متمكنا فيه ولكن يريد معنى قول الله تعالى(أأمنتم من في السماء) اي من فوقها على معنى نفي الحد عنه وأنه ليس ممايحويه طبق اويحيط به قطر ووصف الله سبحانه وتعالى بذلك طريقه الخبر فلانتعدى ماورد به الخبر
ثم ذكر هذه الطريقة عن بعض أصحاب الأشعري ناقلا لها عنه
يقول البيهقي رحمه الله تعالى هو أن الله مستو على عرشه وأنه فوق الأشياء بائن منها بمعنى أنها لاتحله ولايحلها ولايمسها ولايشبهها وليست البينونة بالعزلة تعالى الله ربنا عن الحلول والمماسة علوا كبيرا ثم نقل التأويل عن بعض اصحابنا
ثم نقل عن الفراء رحمه الله تعالى بسنده تأويل الاستواء بثلاث معان استواء الرجل وانتهاء شبابه وقوته َالاستواء من اعوجاج والاقبال
ثم نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما تأويله له بمعنى صعد
قال البيهقي رحمه الله تعالى قلت قوله اي الفراء استوى بمعنى اقبل صحيح لا الإقبال هو القصد إلى خلق السماء والقصد هو الإرادة قال وماحكي عن ابن عباس رضي الله عنهما فهو ضعيف لأنه من تفسير الكلبي والكلبي ضعيف وفي موضع آخر أورد بسنده عن الكلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما(ثم استوى إلى السماء) يعني صعد أمره إلى السماء فسواهن يعني خلق سبع سماوات قال اجرى النار على الماء يعني فبخر البحر فصعد في الهواء فجعل السماوات منه
قال ويذكر عن ابي العالية انه قال في هذه الآية ارتفع ومراده والله اعلم ارتفاع أمره وهو بخار الماء الذي منه وقع خلق السماء
قال وفي موضع آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله( ثم استوى على العرش)
يقول استقر على العرش ويقال امتلأ به ويقال قائم على العرش وهو السرير
وبهذا الاسناد أيضا في موضع آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله( ثم استوى على العرش) يقول استوى عنده القريب والبعيد وصاروا عنده سواء ويقال استوى استقر على السرير ويقال امتلأ به
فهذه الرواية منكرة
يقول وابو صالح والكلبي ومحمد بن مروان وهم في الروايات الثلاث كلهم متروك عند أهل العلم بالحديث لايحتجون بشيء من رواياتهم لكثرة المناكيرفيها وظهور الكذب منهم في رواياتهم
“قلت انظر رحمك الله اعتماد الحشوية على هذه الروايات المنكرة والتي فيها مجاهيل والمضطربة في المعنى”
هذا والله اعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين