البدعة_المحمودة
من محدثات الصحابة رضوان الله عليهم ..
• زيادة الأذان الأول في الجمعة:
جاء في صحيح البخاري (916): ((عن الزهري قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: “إن الأذان يوم الجمعة، كان أوله حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر، في عهد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كان في خلافة عثمان رضي الله عنه وكثروا، أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأذن به على الزوراء، فثبت الأمر على ذلك”)) وفي رواية: ((عن ابن أبي ذئب: “فأمر عثمان بالأذان الأول”)).
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: ((ولا منافاة بينهما لأنه باعتبار كونه [=الأذان] مزيدا يسمى: “ثالثا”، وباعتبار كونه جعل مقدما على الأذان والإقامة يسمى: “أولا”، ولفظ رواية عقيل الآتية بعد بابين أن التأذين بالثاني أمر به عثمان، وتسميته: ثانيا أيضا متوجه بالنظر إلى الأذان الحقيقي لا الإقامة)) [فتح الباري (394/ 2)].
وقال الحافظ ابن عبد البر: ((وأما الأذان الأول يوم الجمعة فلا أعلم خلافا أن عثمان أول من فعل ذلك وأمر به)) [التمهيد (247/ 10)].
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: ((وقوله في هذه الرواية التي خرجها البخاري هنا: “فثبت الأمر على ذلك”، يدل على أن هذا من حين حدده عثمان استمر، ولم يترك بعده. وهذا يدل على أن عليا أقر عليه، ولم يبطله، فقد اجتمع على فعله خليفتان من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين)) [فتح الباري (231/ 8)].
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه (5437) قال: ((عن نافع، عن ابن عمر، قال: “الأذان الأول يوم الجمعة: بدعة”)) وذكر قول سيدنا ابن عمر هذا الحافظ ابن حجر العسقلاني وعلق عليه قائلا: ((فيحتمل أن يكون قال ذلك على سبيل الإنكار، ويحتمل أنه يريد أنه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، وكل ما لم يكن في زمنه يسمى: “بدعة” لكن منها ما يكون حسنا، ومنها ما يكون بخلاف ذلك)) [فتح الباري (394/ 2)].
ثم قال الحافظ ابن حجر: ((وتبين بما مضى أن عثمان أحدثه لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة قياسا على بقية الصلوات، فألحق الجمعة بها وأبقى خصوصيتها بالأذان بين يدي الخطيب، وفيه استنباط معنى من الأصل لا يبطله)) [فتح الباري (394/ 2)].
وقال العلامة أنور شاه الكشميري: ((ولعل زيادة عثمان – رضي الله عنه – النداء الثالث أيضا تحت هذه الضابطة، لأنه لما رأى أن الشرع ورد بتكرار الأذان في الفجر، لكونه وقت الغفوة والغفلة، زاده في الجمعة أيضا لظهور الاحتياج فيه إلى مزيد إعلام)) [فيض الباري على صحيح البخاري (217/ 2)].
ويحتمل أن يكون سيدنا عثمان بن عفان قد استنبط هذا الفعل انطلاقا من قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى? ذكر الله وذروا البيع} [الجمعة:9] فأحدث الأذان الأول في الجمعة لأجل تحقيق هذه الغاية.
قال الإمام القرطبي عند تفسير الآية السابقة من سورة الجمعة: ((وقد كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم كما في سائر الصلوات، يؤذن واحد إذا جلس النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم على المنبر. وكذلك كان يفعل أبو بكر وعمر وعلي بالكوفة. ثم زاد عثمان على المنبر أذانا ثالثا على داره التي تسمى: “الزوراء” حين كثر الناس بالمدينة. فإذا سمعوا أقبلوا، حتى إذا جلس عثمان على المنبر أذن مؤذن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، ثم يخطب عثمان. خرجه ابن ماجه في سننه من حديث محمد بن إسحاق عن الزهري عن السائب بن يزيد قال: ما كان لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إلا مؤذن واحد، إذا خرج أذن وإذا نزل أقام.
وأبو بكر وعمر كذلك. فلما كان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على دار في السوق يقال لها: “الزوراء”، فإذا خرج أذن وإذا نزل أقام. خرجه البخاري من طرق بمعناه.
وفي بعضها: أن الأذان الثاني يوم الجمعة أمر به عثمان بن عفان حين كثر أهل المسجد، وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام.
وقال الماوردي: فأما الأذان الأول فمحدث، فعله عثمان بن عفان ليتأهب الناس لحضور الخطبة عند اتساع المدينة وكثرة أهلها. وقد كان عمر رضي الله عنه أمر أن يؤذن في السوق قبل المسجد ليقوم الناس عن بيوعهم، فإذا اجتمعوا أذن في المسجد، فجعله عثمان رضي الله عنه أذانين في المسجد.
قال ابن العربي: وفي الحديث الصحيح: أن الأذان كان على عهد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم واحدا، فلما كان زمن عثمان زاد الأذان الثالث على “الزوراء”، وسماه في الحديث: “ثالثا” لأنه أضافه إلى الإقامة، كما قال عليه الصلاة والسلام: “بين كل أذانين صلاة لمن شاء” يعني: الأذان، والإقامة)) [الجامع لأحكام القرءان (18/ 100 – 101)].
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=3213636238870990&id=100006739351796&post_id=100006739351796_3213636238870990¬if_id=1645658478467008¬if_t=close_friend_activity&ref=notif
قال قارن هذا بما قاله الألباني :
في الأجوبة النافعة ( ص 20 و ما بعدها )
“الجواب عن الفقرة الأولى
1 – لا نرى الاقتداء بما فعله عثمان رضي الله عنه على الإطلاق ودون قيد فقد علمنا مما تقدم أنه إنما زاد الأذان الأول لعلة معقولة وهي كثرة الناس وتباعد منازلهم عن المسجد النبوي فمن صرف النظر عن هذه العلة وتمسك بأذان عثمان مطلقا لا يكون مقتديا به رضي الله عنه بل هو مخالف لعثمان أن يزيد على سنته عليه الصلاة والسلام وسنة الخليفتين من بعده