من دررالتوحيد
قال الإمام الجويني في العقيدة النظامية (ص23):
من انتهض لطلب مُدَبِّرِه :
فإن اطمأن إلى موجود انتهى إليه فكره فهو مُشَبِّهٌ …
وإن اطمأن إلى النفي فهو مُعَطِّلٌ ..
وإن قطع بموجود واعترف بالعجز عن درك حقيقته فهو مُوَحِّدٌ ..
وهو معنی قول الصديق رضي الله عنه إذ قال:
(العجز عن دَرْكِ الإدراك إدراك)
فإن قيل فغايتكم إذن حيرة ودهشة …
قلنا: العقول حائرة في دَرْكِ الحقيقة، قاطعة بالوجود المنزه عن صفات الافتقار). اه
هذا الكلام لشيخ الحرمين يُكْتَب بماء الذهب .. ومعناه:
من المستحيل معرفة حقيقة الله جل جلاله ، غاية ما يمكننا معرفته هو أحكام الألوهية فقط ..
وقياس الخالق على المخلوق باطل لأختلاف الحقائق ..
فالعلاقة بين الخالق والمخلوق ليست علاقة ضدين أو نقيضين بحيث إذا سُلِبَت صفة عن أحدهما ثبتت للآخر !
لأنه ما من مخلوق إلا ويوجد بينه وبين غيره، وجه شبه من ناحية ما، فيكون القياس من هذه الناحية ممكنا ..
أما القياس الطردي بين الخالق والمخلوق فهو مستحيل لعدم إمكانية تصور حقيقة الله جل شأنه ..
فلا يقاس وجود الخالق على وجود المخلوق مثلا ..
لأن الخالق واجب للوجود، أما المخلوق فممكن الوجود ..
فهما رتبتان مختلفتان للوجود، لا يمكن لإحداهما أن تكون عين الأخرى ..
ولأن حقيقة الواجب تختلف عن حقيقة الممكن وكذلك عن حقيقة المستحيل ..
وبناء عليه فالتنزيه هو أعتقادك يقينا أنه تعالى لا شبيه له ولا نظير له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ..
منقول