من تكتيكات التيمية لنصرة مشربهم!!! (16)
• أولا: ابن تيمية يدعي أن قدماء الأشعرية كانوا على مشربه في إثبات الفوقية (الحسية!!!) لله!!! .. ويذكر من هؤلاء الإمام علي بن مهدي الطبري الأشعري المعروف!!! ..
قال ابن تيمية الحراني: ((فعبد الله بن سعيد بن كلاب، والحارث المحاسبي، وأبو العباس القلانسي، وأبو الحسن بن مهدي الطبري، وعامة قدماء الأشعرية يقولون: إن الله بذاته فوق العرش، ويردون على النفاة غاية الرد، وكلامهم في ذلك كثير مذكور في غير هذا الموضع))!!! بحروفه [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (267/ 6)] (الصورة المرفقة) .. فأنت ترى ابن تيمية ينص على أن أبا الحسن علي بن مهدي الطبري يعد من مثبتي الاستواء الحسي والفوقية المكانية في حقه تعالى!!! ..
بل وينقل ابن تيمية في موضع آخر كلام الإمام علي بن مهدي الطبري من كتابه “مشكل الآيات والأحاديث” فيقول الحراني: ((ولشهرة هذا من مذهب الأشعري قال أبو الحسن علي بن مهدي الطبري المتكلم صاحب أبي الحسن الأشعري في كتابه الذي ألفه في “مشكل الآيات” في باب قوله: {الرحمن على العرش استوى} [طه:5]: اعلم أن الله سبحانه وتعالى في السماء، فوق كل شيء، على عرشه، بمعنى أنه عال عليه. ومعنى الاستواء الاعتلاء، كما تقول العرب: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح، بمعنى: علوته. واستوى الشمس على رأسي، واستوى الطير على قمة رأسي. بمعنى: علا في الجو فوجد فوق رأسي. فالقديم جل جلاله عال على عرشه، قوله: {أأمنتم من في السماء} [الملك:16] وقوله: {يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي} [آل عمران:55]، وقوله: {إليه يصعد الكلم الطيب} [فاطر 10]، وقوله: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه} [السجدة:5]))!!! [بيان تلبيس الجهمية (287 – 288/ 4)]. (الصورة المرفقة).
• ثانيا: كلام الإمام علي بن مهدي الطبري كما نقله الحافظ البيهقي:
قال الحافظ البيهقي: ((وذهب أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري في آخرين من أهل النظر إلى أن الله تعالى في السماء فوق كل شيء مستو على عرشه بمعنى: أنه عال عليه، ومعنى الاستواء: الاعتلاء، كما يقول: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح. بمعنى: علوته، واستوت الشمس على رأسي، واستوى الطير على قمة رأسي، بمعنى علا في الجو، فوجد فوق رأسي. والقديم سبحانه عال على عرشه، لا قاعد ولا قائم، ولا مماس ولا مباين عن العرش)) [الأسماء والصفات (308/ 2)] (الصورة المرفقة) وتأمل يا عبد الله أن ابن تيمية الحراني حذف من سياق نقله لكلام الإمام علي بن مهدي الطبري كما في أعلاه قوله: ((والقديم سبحانه عال على عرشه، لا قاعد ولا قائم، ولا مماس ولا مباين عن العرش)) وهو ما يهدم دعواه العريضة من أساسها!!! .. فكيف يكون الإمام علي بن مهدي الطبري من دعاة الفوقية المكانية كما يدعي ابن تيمية، وهو نفسه يصرح بأن الله: ((سبحانه عال على عرشه، لا قاعد ولا قائم، ولا مماس ولا مباين عن العرش))؟!!! فالرجل يصرح بأن الله ((لا مماس)) بمعنى: أنه تعالى غير متصل بالعالم، ((ولا مباين عن العرش)) بمعنى: أنه تعالى غير منفصل عن العالم بالجهة والمسافة.
واستمع إلى شرح الحافظ البيهقي على القول السابق للإمام علي بن مهدي الطبري .. حيث قال -الحافظ-: ((يريد به: مباينة الذات التي هي بمعنى الاعتزال أو التباعد، لأن المماسة والمباينة التي هي ضدها، والقيام والقعود من أوصاف الأجسام، والله عز وجل أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فلا يجوز عليه ما يجوز على الأجسام تبارك وتعالى.
وحكى الأستاذ أبو بكر بن فورك هذه الطريقة عن بعض أصحابنا أنه قال: استوى بمعنى: علا، ثم قال: ولا يريد بذلك علوا بالمسافة والتحيز والكون في مكان متمكنا فيه، ولكن يريد معنى قول الله عز وجل: {أأمنتم من في السماء} [الملك: 16] أي: من فوقها على معنى نفي الحد عنه، وأنه ليس مما يحويه طبق أو يحيط به قطر، ووصف الله سبحانه وتعالى بذلك بطريقة الخبر، فلا نتعدى ما ورد به الخبر)) [الأسماء والصفات (309 – 308/ 2)] ..
• ثالثا: حتى الدكتور الوهابي عبد الرحمن بن صالح المحمود صاحب كتاب “موقف ابن تيمية من الأشاعرة” .. نقل في كتابه هذا (2/ 519 – 520) كلام الإمام علي بن مهدي الطبري في الاستواء من مخطوط لنفس الكتاب الذي اعتمده ابن تيمية في نقل كلام الإمام، وأثبت الوهابي هناك العبارة ذاتها التي نقلها الحافظ البيهقي عن الإمام في حين حذفها الحراني!!! .. وإن كان الدكتور المذكور لم يخرج على طريقة التيمية في فهم كلام الأيمة!!! .. (الصورة المرفقة) ..
فماذا عسى الباحث النزيه أن يطلق على هذا الصنيع من الحراني؟!!! ..
وكم له من مثل هذه الطرائق الملتوية لنصرة مشربه في التجسيم!!! ..
نسأل الله السلامة والعافية ..