《المبحث الثامن عشر 》
《من المفارقات الفقهية 》
《قول صدق الله العظيم 》
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه وبعد :
فإن بعض الناس يقولون: إن قول القارئ بعد الانتهاء من القراءة “صدق الله العظيم ” بدعة، لا يجوز قولها فما الجوال على هذا الكلام .
الجواب :
قول “صدق الله العظيم ” من القارى أو من السامع بعد الانتهاء من القراءة، أو عند سماع آية من القراَن ليس بدعة مذمومةلأسباب وهي :
١- لم يرد نهى عنها بخصوصها
٢- هي ذكر لله والذكر مأمور به كثيرا
٣-أن العلماء تحدثوا عن ذلك داعين إليه كأدب من آداب قراءة القرآن
٤- أن هذه الصيغة أو قريبا منها ورد الأمر بها في الشرع الحنيف وإليك النصوص :
القرآن الكريم :
_
١- قال تعالى: {قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا} آل عمران:٩٥
٢- قال {ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله }الأحزاب: ٢٢
___~~____
الأحاديث :
_
١- جاء في صحيح البخاري
5684 – ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻴﺎﺵ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻷﻋﻠﻰ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻤﺘﻮﻛﻞ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ: ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﻲ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﺑﻄﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: «اﺳﻘﻪ ﻋﺴﻼ» ﺛﻢ ﺃﺗﻰ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: «اﺳﻘﻪ ﻋﺴﻼ» ﺛﻢ ﺃﺗﺎﻩ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻘﺎﻝ: «اﺳﻘﻪ ﻋﺴﻼ» ﺛﻢ ﺃﺗﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ؟ ﻓﻘﺎﻝ: «ﺻﺪﻕ اﻟﻠﻪ، ﻭﻛﺬﺏ ﺑﻄﻦ ﺃﺧﻴﻚ، اﺳﻘﻪ ﻋﺴﻼ» ﻓﺴﻘﺎﻩ ﻓﺒﺮﺃ .
٢- ما رواه البيهقي في شعب الإيمان وفيه: (الله أحكم وأكرم وأجل وأعظم مما يشركون والحمد لله بل أكثرهم لا يعملون، صدق الله وبلغت رسله وأنا على ذلكم من الشاهدين)
قال الإمام البيهقي: إسناده ضعيف، وقال: وقد يتساهل أهل الحديث في قبول ما ورد من الدعوات وفضائل الأعمال ما لم يكن في رواته من يعرف بوضع الحديث والكذب في الرواية.انتهى
قلنا: وهذه القاعدة عليها عمل أئمة الإسلام ومن الأجلاء الذين نصوا على هذه القاعدة الإمام أحمد بن حنبل قال: إذا روينا في الحلال والحرام تشددنا وإذا روينا في غيره تساهلنا.اهـ
٣- استعمال النبي عليه الصلاة والسلام لهذه الكلمة على أنها ذكر وتصديق وثناء في وقائع مختلفة وأحوال شتى دليل على الجواز .
فعن بريدة قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنـزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال: “صدق الله ورسوله” (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي فرفعتهما) رواه أصحاب السنن وابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة وقال الترمذي حسن .
٤- ما رواه النسائي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (من صام ثلاثة أيام من الشهر فدصام الدهر كله ثم قال: “صدق الله ورسوله” في كتابه (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها).
٥- في أسئلة عبد الله بن سلام أخبرني يا محمد ما ابتداء القرءآن وما ختمه قال ابتداؤه بسم الله الرحمن الرحيم، وختمه صدق الله العظيم قال : صدقت .
وفي خريدة العجائب يعني ينبغي أن يقول القارىء ذلك عند الختم وإلا فختم القرءان سورة الناس وفي الابتداء بالباء والاختتام بالسين إشارة إلى لفظ بس”.اهـ
____~~~____
أقوال الصحابة : __
١- روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي عقرب قال غدوت إلى ابن مسعود ذات غداة في رمضان فوجدته فوق البيت جالسا فسمعنا صوته وهو يقول: (صدق الله وبلغ رسوله) فقلنا سمعناك تقول صدق الله وبلغ رسوله فقال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر من رمضان تطلع الشمس غداتئذ صافية ليس لها شعاع فنظرت إليها فوجدتها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) ورواه البزار في مسنده بنحوه.
٢- قول سيدنا علي عليه السلام في خبر الخارجين الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، بعدما ناشدهم الله أنه حذرهم منه فقالوا نعم، فقال: “صدق الله ورسوله”
٣- في سنن النسائي أيضا عن مسروق قال سمعت علي بن أبي طالب يقول في شيء “صدق الله ورسوله”، قلت: هذا شىء سمعته؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (الحرب خدعة).
٤- ورد عن سيدنا أبي هريرة وعن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهم كما في طرح التثريب للحافظ العراقي أن ابن عباس سأل يهوديا قال: فأين موتك يا يهودي؟ قال: لا أدري، فقال ابن عباس: “صدق الله” (وما تدري نفس بأي أرض تموت).
فالمستفاد من هذا كما تقدم استعمال هذه العبارة تصديقا وثناء على الله ورسوله في أحوال مختلفة هي موضع التصديق .
____~~~____
أقوال العلماء :
_
١- ذكر القرطبى في مقدمة تفسيره أن الحكيم الترمذى تحدث عن آداب تلاوة القراَن الكريم وجعل منها أن يقول عند الانتهاء من القراءة:صدق الله العظيم أو أية عبارة تؤدى هذا المعنى. ونص عبارته “ج ١ ص ٢٧ “:
{ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم [مثل أن يقول: صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم] ويشهد على ذلك أنه حق فيقول:صدقت ربنا وبلَّغت رسلك ونحن على ذلك من الشاهدين.
اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط، ثم يدعو بدعوات}
٢- قال القرطبي أيضا في تفسيره جزء 19،ص/238 ما نصه : وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِذَا عَسِرَ عَلَى الْمَرْأَةِ وَلَدُهَا تَكْتُبُ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ وَالْكَلِمَتَيْنِ فِي صَحِيفَةٍ ثُمَّ تُغَسَّلُ وَتُسْقَى مِنْهَا ، وَهِيَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا . كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.اهـ
٣- جاء فى فقه المذاهب الأربعة، نشر أوقاف مصر، أن السادة الأحناف قالوا: لو تكلَّم المصلى بتسبيح مثل صدق الله العظيم عند فراغ القارئ من القراءة لا تبطل صلاته إذا قصد مجرد الثناء والذكر أو التلاوة، وأن الشافعية قالوا: لا تبطل مطلقا بهذا القول :
قال شيخ الإسلام والمسلمين زين الملة والدين أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي في كتابه
[ أسنى المطالَب شرح روضة الطالب ] ص/178 ما نصه :
وسئل ابن العراقي عن مصل قال بعد قراءة إمامه {صدق الله العظيم } هل يجوز له ذلك ولا تبطل صلاته فأجاب بأن ذلك جائز ولا تبطل به الصلاة لانه ذكر ليس فيه خطاب آدمي .اهـ
………..
- وفي حاشيتا القليوبي وعميرة
( ومنه عند شيخنا الرملي، وشيخنا الزيادي كل ما لفظه الخبر نحو صدق الله العظيم ، أو ءامنت بالله عند سماع القراءة، بل قال شيخنا الزيادي لا يضر الإطلاق في هذا، كما في نحو سجدت لله في طاعة الله” اهـ ومثله في شرح البهجة
…………
- وفي نهاية المحتاج على شرح المنهاج
فرع لو قال صدق الله العظيم عند قراءة شيء من القرءان قال م ر ينبغي أن لا يضر، وكذا لو قال ءامنت بالله عند قراءة ما يناسبه .ا هـ
…………..
ـ ومثل ذلك في حاشية الجمل على شرح المنهج وحاشية الشبراملسي على النهاية وتحفة الحبيب على شرح الخطيب وحاشية البيجرمي على الخطيب.
فإذا كان ذلك كذلك في الصلاة التي هي أعظم عبادة عند المسلم فكيف يشنع على من قال صدق الله العظيم بعد الانتهاء من القراءة خارج الصلاة ؟!! والله أعلم.
………….
٤-قال شيخ الإسلام الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين ،ص /329 ما نصه :
وليقل عند فراغه من القراءة صدق الله تعالى وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين وأستغفر الله الحي القيوم.اهـ
٥- ومن العلماء الذين كانوا يختمون قراءتهم للآيات بها أحيانا : ابن كثير رحمه الله، والنيسابوري والنووي وابن الجوزي واليافعي.
٦- وردعند ابن القيم رحمه الله كما في كتابه زاد المعاد:
وَكَانَ إذَا عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ عَارِضٌ -أي النبي صلى الله عليه وسلم – اشْتَغَلَ بِهِ ثُمّ رَجَعَ إلَى خُطْبَتِهِ وَكَانَ يَخْطُبُ فَجَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَعْثُرَانِ فِي قَمِيصَيْنِ أَحْمَرَيْنِ فَقَطَعَ كَلَامَهُ فَنَزَلَ فَحَمَلَهُمَا ثُمّ عَادَ إلَى مِنْبَرِهِ ثُمّ قَالَ صَدَقَ اللهُ الْعَظِيمُ {إِنّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الْأَنْفَالُ 28]
٧- قال ابن كثير في البداية والنهاية جزء 13، ص/119 فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الانبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا ( والياسا : كتاب وضعه جنكيز خان كالدستور للدولة، أحكامه تخالف أحكام الشريعة ) وقدمها عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين قال الله تعالى{ أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون } وقال تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } صدق الله العظيم.اهـ
٨- ويقول ابن كثير أيضأ في تفسير قوله تعالى:( {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا* وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ}[سبأ:17] أي: عاقبناهم بكفرهم، قال مجاهد: ولا يعاقب إلا الكفور، وقال الحسن البصري: صدق الله العظيم، لا يعاقب بمثل فعله إلا الكفور.
٩- ويعلق الشنقيطي صاحب أضواء البيان على
قوله تعالى: ({ وَجَحَدُواْ بِهَاواستيقنتهآ أَنفُسُهُمْ}[النمل:14] بقوله: صدق الله العظيم، وكذب كل كفار أثيم.
١٠- وهذا الإمام السيوطي في تنوير الحوالك شرح موطأ الإمام مالك يترجم للإمام في مقدمة الكتاب، فيروي عنه: (ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته)، فيعلق السيوطي بقوله: (وهذه غاية في الحفظ ليس بعدها مطمع لأحد صدق الله العظيم إذ يقول في[ سورة الحجر ٩]
{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
١١- ويقول صاحب جامع لطائف التفسير: (تقول الآية الشريفة: {وليس الذكر كالأنثى} صدق الله العظيم).
١٢- في روح البيان – لإسماعيل البروسوي ورد :
وفي قوت القلوب للشيخ أبي طالب المكي قدس سره وليجعل العبد مفتاح درسه أن يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد وليقل عند فراغه من كل سورة صدق الله تعالى وبلغ رسوله اللهم أنفعنا وبارك لنافيه
١٣- وقال الإمام الحافظ شمس الدين بن الجزري في كتابه المشهور “النشر في القراءات العشر”: ورأينا بعض الشيوخ يبتدئون الدعاء عقيب الختم بقولهم: صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم وهذا تنـزيل من رب العالمين، ربنا ءامنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. وبعضهم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلى ءاخره أو بما في نحو ذلك من التنـزيه وبعضهم بالحمد لله رب العالمين لقوله صلى الله عليه وسلم “كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم” ورواه أبو داود وابن حبان في صحيحه ولا حرج في ذلك، فكل ما كان في معنى التنـزيه فهو ثناء.انتهى
١٤- قال العلامة شيخ المقرئين ومراجع المصاحف في المقارئ المصرية علي بن محمد الضباع رحمه الله في فتح العلي المنان في آداب حملة القرءان ما نصه: (ويستحب للقارىء إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم ويشهد على ذلك أنه حق فيقول: صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم، ونحن على ذلك من الشاهدين).
١٥- القاضي التنوخي:
عن أبي السائب القاضي، فقال: روينا عن ابن عباس في قوله تعالى: “بسم الله الرحمن الرحيم” فاصفح الصفح الجميل “صدق الله العظيم” قال: عفو بلا تقريع”اهـ
١٦ -جاء في كتاب (الميزان في تجويد القرآن)في باب اداب تلاوة القران قال
10 – ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻰ ﻗﺮاءﺗﻪ ﺑﺘﺼﺪﻳﻖ ﺭﺑﻪ (ﺃﻱ ﻗﻮﻟﻪ: ﺻﺪﻕ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ) ﻭﺃﻥ ﻳﺸﻬﺪ
ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﺑﺈﺑﻼﻍ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ: (ﻭﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻟﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻠﻎ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻫﺪﻳﻦ).
١٧- قال في كتاب( الوافي في كيفية ترتيل القران الكريم )في باب اداب التلاوة
21 – ﺇﺫا اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻘﺎﺭﺉ ﻣﻦ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺻﺪﻕ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ» ﻭﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻫﺪﻳﻦ.
__
من علمائهم :
__
١- جاء في كتاب ( التراويح اكثر من الف عام في المسجد النبوي ) قال :
ﺃﻣﺎ ﺧﺘﻢ اﻟﺘﺮاﻭﻳﺢ اﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ اﻟﻠﻴﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫا ﺟﺎءﺕ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭاﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻗﺮاءﺓ اﻟﺨﺘﻤﺔ اﻷﻭﻟﻰ ﺟﺰء (ﻋﻢ ﻳﺘﺴﺎءﻟﻮﻥ) ، ﻭﻫﻮ اﻟﺠﺰء اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺤﻒ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺘﺮاﻭﻳﺢ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻨﺎﻭﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﻭﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮاﻍ ﻣﻦ ﻗﺮاءﺓ ﺳﻮﺭﺓ {ﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ اﻟﻨﺎﺱ} في ﺁﺧﺮﻛﻌﺔ ﻣﻦاﻟﺘﺮاﻭﻳﺢ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻛﻊ ﻳﺒﺪﺃ اﻟﺪﻋﺎء ﺑﺎﻟﺨﺘﻢ ﻳﻔﺘﺘﺤﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﺻﺪﻕ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ هو اﻟﻤﺘﻮﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﻼﻝ ﺑﻜﻤﺎﻝ اﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻭﺗﻜﺒﻴﺮا اﻟﻤﻨﻔﺮﺩ ﺑﺘﺼﺮﻳﻒ اﻷﺣﻮاﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻭاﻹﺟﻤﺎﻝ ﺗﻘﺪﻳﺮا ﻭﺗﺪﺑﻴﺮا ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ…. .
٢- وقال ايضا فيه:
ﻭﻗﺪ ﻧﺴﺐ ﻟﺸﻴﺦ اﻹﺳﻼﻡ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻧﺼﻮﺻﺎ ﻟﻠﺪﻋﺎء ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﺩﻋﺎء ﺟﺎﻣﻊ ﺷﺎﻣﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﻤﺴﻬﺐ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺮ اﻟﻤﻮﺟﺰ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻘﻴﺪ اﻹﻣﺎﻡ ﺑﻨﺺ ﻣﻌﻴﻦ ﺑﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻤﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﺩﻋﻴﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺄﺛﻮﺭ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻔﺘﺘﺢ اﻟﺪﻋﺎء ﺑﻘﻮﻟﻪ:ﺻﺪﻕ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ، اﻟﻤﺘﻮﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﻼﻝ ﺑﻜﻤﺎﻝ اﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻭﺗﻜﺒﻴﺮا، اﻟﻤﻨﻔﺮﺩ ﺑﺘﺼﺮﻳﻒ اﻷﺣﻮاﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻭاﻹﺟﻤﺎﻝ ﺗﻘﺪﻳﺮا ﻭﺗﺪﺑﻴﺮا .
٣- سئل ابن فوزان عن قول (صدق الله العظيم ) بعد الإنتهاء من قراءة القرآن فأجاب : التزامها دائمًا واعتبارها كأنها من أحكام التلاوة ومن لوازم تلاوة القرآن يعتبر بدعة ما أنزل به من سلطان .
أما أن يقولها الإنسان في بعض الأحيان إذا تليت عليه آية أو تفكر في آية ووجد لها أثرًا واضحًا في نفسه وفي غيره فلا بأس أن يقول : صدق الله لقد حصل كذا وكذا .
قال تعالى : { قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ } [ سورة آل عمران : آية 95 ] .
يقول سبحانه وتعالى :
{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا }
[ سورة النساء : آية 87 ] .
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( إن أصدق الحديث كتاب الله )
فقول : ” صدق الله ” في بعض المناسبات إذا ظهر له مبرر كما لو رأيت شيئًا وقع وقد نبه الله عليه سبحانه وتعالى في القرآن لا بأس بذلك.~~
(( صلى الله على سيدنا محمد))
(( وعلى آله وصحبه وسلم ))