وليد ابن الصلاح
رحم الله الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي وأدخله الفردوس الأعلى بمنه وكرمه .. بما قدم للإسلام وللمسلمين .. وربما تضيق مئات الصفحات بالتحدث عن سيرته العلمية ومسيرته الدعوية وكفاحه ونضاله الدؤوب نصرة لقضايا أمتنا العربية والإسلامية .
يكفيه أنه لم يرضخ لطاغية قط ولا لانت له عريكة .. بل كان أينما توجه يصدع بالحق الذي يراه ويعتقده سواء وافقناه أم خالفناه رحمه الله وأحسن مثواه.
أكتب هذه الكلمات على عجل لضيق الوقت .
وماذا عساني أن أكتب عنه وقد كفانا المؤونة تلامذته والمقربون منه منهم الشيخ الفاضل مجد مكي ـ حفظه الله ـ وغيره كثيرون بارك الله فيهم جميعا.
وعلى الأغلب سنعاود الكلام عنه، وأنا في الواقع أجمع ما كتب حوله وسأنشر ما وصلني من ذلك على موقعي الرسمي قريبا إن شاء الله *.
ولعلنا نخصص سلسلة حول منهجه واختياراته الفقهية وغيرها ونناقشاها بما لها وما عليها بحول الله .
وإنما أقتصر الآن على تقديم التعازي لأنفسنا أولا في فقيدنا رحمه الله ولذويه وتلامذته وزملائه وأصدقائه وللأمة الإسلامية جمعاء وأسأله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وفضله وأن يلهمنا وإياهم الصبر والسلوان وأن يجعلنا خير خلف لخير سلف . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
==========
أيها الإمام رحمك الله ورفع درجتك مع العلماء العاملين المخلصين.. أقامك الله في خدمة هذه الأمة فقدمتَ وبررتَ، وعرَّضتَ نفسك لسهام المغرضين.. غيرُك لم يقدم شيئا فسلِم من النقد ووطَّن نفسه على الطعن فيكَ وفي أمثالك، وأنت وطَّنتَ نفسك على الاجتهاد فيما ييسر على الأمة إقامة دينها وشرعة ربها، فأصبت في كثير كتب الله لك أجره مرتين، وقد تكون أخطأت في أشياء كتب الله لك فيها أجرا واحداً.. كثير ممن طعنوا فيك لم يقدموا شيئا أو ماتوا وهم يخدمون السلاطين المجرمين، وأنت تغادر عالمنا طاهرا مشهودا لك بالخير والعطاء ومنابذة الظالمين.
رحم الله العلامة الشيخ يوسف القرضاوي (1926م – 2022م) الذي صرخ يوما في وجه الطغيان:
ضع في يدي القيد ألهب أضلعي
بالسوط ضع عنقي على السكّين
لن تستطيع حصار فكري سـاعةً
أو نــزع إيمـاني.. ونـور يقـيـنـي
فالنور في قلبي وقلبي في يديْ
ربّي.. وربّي ناصــري ومعـيـنــي
سأعيش معتصما بحبل عقيدتي
وأمـوت مبتســماً ليحـيا دينــي
✍🏻 محمد علي النجار
ترجل اليوم فارس ندر مثيله.. وهوى نجم في سماء هذه الأمة لا يُسَدُّ مكانُه.. إنه العالم المجاهد المفكر الأديب الشاعر .. الصادح بالحق المناصر له على كل المنابر.. الشيخ العلامة يوسف القرضاوي تغمده الله بواسع رحمته وأجزل مثوبته عن الأمة خير الجزاء ففضله على شباب الصحوة ورجال الأمة عظيم لا ينكره إلا جاحد أعمى الله بصيرته..
ومن أعظم مآثره أنه نقل الإسلام من الكتب والمصادر إلى حياة الناس وقربه إليهم وحببه إلى نفوسهم.. ورسم خطاً وسطياً بعيداً عن تطرف المتطرفين وانغلاق المنغلقين..
كما ترك إرثاً علمياً زاخراً وضخماً ربما لم يتركه غيره من المعاصرين من العلماء.. ونحسبه ممن جدد الله تعالى بهم أمر هذه الأمة على رأس القرن الخامس عشر الهجري ..
ورحم الله الحسن البصري فقد جاء عنه أنه قال: “كانوا يقولون: موتُ العالم ثُلْمَةٌ فى الإسلام لا يسدُّها شيءٌ ما اختلف الليل والنهار”
نسأل الله تعالى أن يخلف على الأمة خيراً.. وأن يهيئ من أبنائها وعلمائها من يحملون الراية بلسان صدق وعمق علم وسلامة صدر ويجاهدون في سبيل الحق أينما كانوا .. في زمن ادلهمت فيه الفتن وعمت فيه الرسوم الزائفة والدعاوى الفارغة والرؤوس المضلة ..
======
عظَّم الله أجر الأمة الإسلامية، وأحسن عزاءها بوفاة العلامة المعمَّر الداعية الكبير فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، وتغمَّده برضوانه.
توفي فضيلة الشيخ يوسف في مشفى حمَد الطبي بالدوحة ظهر هذا اليوم الاثنين 30 صفر 1444 هـ، 26 أيلول 2022 م عن عمر قارب المائة عام هجري أمضاها في العلم والدعوة ونصرة قضايا الأمَّة.
تعرفت عليه مبكرًا عند إقامتي في مكة وجدة، وكان بيننا مراسلات، وقدم لي عددًا من مؤلفاتي وتحقيقاتي، وأهداني بقلمه أكثر مؤلفاته، وتوثّقت صلتي به أكثر في طلبه العمل في مركز القرضاوي للوسطيَّة والتجديد في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة بقطر، سنة 1419، وشاركت في إعداد ومراجعة موسوعة أعماله الكاملة.
وسافرت بصحبته إلى عدد من البلاد، إلى مصر وتونس وتركيا في أكثر من رحلة.
وتردَّدت عليه كثيرًا في مرضه الأخير، وزرته قبل أقلّ من شهر ، وكان في مرضه الأخير حاضر الذهن، مع شدَّة إعيائه، وقد قرأتُ عليه في لقاءاتي الأخيرة قصيدته الأولى ” مسرحيَّة يوسف الصديق”، وصفحات من ذكرياته في كتابه” ابن القرية والكتاب”، وفي آخر لقاء قرأت عليه جزءًا من كتابه ” الخوف والرجاء”في سلسلته ” تيسير فقه السلوك”، وودَّعته قبل سفري إلى إسطنبول على أمل اللقاء به، ووصلت ليلة أمس الأحد إلى الدوحة، وبلغني نبأ وفاته هذا اليوم.
وستكون الصلاة عليه في جامع الدولة الكبير بقطر بعد صلاة العصر غدًا الثلاثاء. والدفن بمقبرة مسيمير بالدوحة.
نسأل الله تعالى أن يرفع درجاته في عليّين، وأن يتقبَّل صالح عمله في ميزان حسناته، وأن يلحقه بالنبيِّين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقا. وأن يجعل ما أصابه من مرض وأذى رفعا لدرجاته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
(( توفي القرضاوي ))
✍️ سعد الكبيسي
_ توفي الشيخ القرضاوي …
_ توفي من حاز الإمامة في الدين علما وعملا وفكرا وسلوكا …
_ توفي استاذ الوسطية ونموذج الاعتدال وداعية التوازن …
_ توفي من تربت على كتبه وافكاره ومقولاته أجيال وأجيال …
_ توفي من ترك إرثا من الفكر والفقه والمواقف ستبقى مرجعا دائما لكل الناس …
_ توفي من أيقن أن هذا الدين خالد وان للفقه رجالا يجتهدون فيه ويجددون ويبدعون …
_ توفي من بقيت سيرته العطرة علما وخلقا صامدة حتى الممات …
_ توفي من جسد نموذج العالم العامل في زمن الشبهات والفتن والتحديات …
_ توفي من رزقه الله عمرا فوق التسعين ليقضيه في طاعة الله وفي تعلم العلم وتعليمه وتدوينه فما كلّ ولا مل …
_ توفي من اصاب كثيرا ولم يكن معصوما من الخطأ ولم يتردد في الاعتذار والرجوع العلني عنه ان استبان له …
_ توفي من جمع بين التراث والمعاصرة وبين الثبات والمرونة وبين الانضباط في الفتوى والجرأة فيها …
_ توفي من عاش زمانه فكرا وعلما وفقها ولم يعش بين مقولات الماضي فقط …
_ توفي من اوضح فقه الزكاة ومن جدد فقه الجهاد واذاع فقه السياسة ورشد الدعوة واصّل الفكر الإسلامي عقودا …
_ توفي من بقي صوته يصدح في نصرة قضايا الأمة ليلا ونهار …
_ توفي من ترك إرثا عظيما من العلوم والطلبة والرجال والمواقف …
_ توفي من كان للموسوعية عنوانا فأعاد من خلالها سيرة الأولين …
_ توفي الشيخ الكبير في عمره وسيرته وعلمه وعمله وفكره وفقهه ودعوته …
_ توفي من كتب الله له القبول وانتفعت به الجموع وسيبقى ذكره في الخالدين …
إنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
رابط قناة التيليغرام: https://t.me/DrSaadAlkubaisy
======
============
علامة الإسلام إلى رحمة الله
لما بلغ المتنبي وفاة جدته التي كان يحبها حبا كثيرا، قال من الفجيعة بها:
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
ولما توفي قيس بن عاصم التميمي رثاه عبدة بن الطبيب قائلا:
وما كان قيس هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدما
واليوم جاءنا خبر وفاة علاّمة الإسلام بلا منازع الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي ففجعنا فيه غاية الفجع وأصابنا ما أصابنا لولا أن تداركتنا آيات الله التي تنادي علينا (كل نفس ذائقة الموت) فكان هذا العزاء الذي ينبغي أن نتعزى به، إضافة إلى أن الأمة الإسلامية منيت بفقد أعظم إنسان على وجه الأرض حتى قال القائل يعزي الأمة الإسلامية في كل مصاب بعده بقوله:
اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بأن المرء غير مخلد
وإذا ذكرت مصيبة تسلو بها اذكر مصابك بالنبي محمد
ولا شك أن مصيبة المسلمين بفقد القرضاوي مصيبة كبيرة، وإذا كان عبدة بن الطبيب قد قال عن قيس بن عاصم ما قال، فإني اليوم أقول: ما كان القرضاوي موته موت واحد ولكنه بنيان أمة تهدما.
حقا لقد كان القرضاوي كذلك، رجل نذر نفسه لدين الله، فقد نافح عن القران في وجه الملاحدة والعلمانيين، ونافح عن السنة في وجه من يريد إقصاءها، ونافح عن أمة الإسلام من شرقها إلى غربها، عالم نحرير نذر حياته للعلم والدعوة، كان مع الصحوة يوم ضاقت بها بلاد العرب والمسلمين، داعية صادقا إلى الله تعالى، ضاقت به البلاد التي ولد فيها، على الرغم من سعتها، لأن القائمين عليها لا يتحملون كلمة الحق من لسان عالم نحرير كالقرضاوي، لم يقف لسانه ولا قلمه عن نشر دين الإسلام والدفاع عنه، فعرفته المحابر كما عرفته المنابر.
لم يكن القرضاوي العلامة معصوما ولكنه كان يسعى إلى الحق بكل ما يملك من قوة، فوقف في وجه الظالمين والجبابرة المتنفذين، وهاجم المتطرفين الذين شوهوا صورة الدين في الأنفس والآفاق، حسبه من الفضل أن جيلا كاملا أو جيلين وأكثر قد تربى على كتبه، كتب الله لكتبه القبول في الأرض فطافت الدنيا كلها، حاول حياته كلها أن يظهر فقه الإسلام ومحاسن الدين فشارك في المؤتمرات والندوات في جميع أنحاء العالم، وقف سدّا منيعا أمام الجهلة الذين شوهوا عقيدة الإسلام ولم يأل جهدا في إيضاح باطلهم، وقف في وجه بعض الحكام الظالمين فناله ما ناله من السجن والعسف، ولكنه كان يجاهد لأجل دين الإسلام، فما وهن لما أصابه، لقد كان القرضاوي في هذا الزمان أمة وحده فسحائب رحمات الله عليه آناء الليل وأطراف النهار، وإنا إذ نشهد بما علمنا فما علمناه من أنه في الدنيا يا دكتور يوسف قد فازت وربحت مساعيك “والآن سوف النوادب تبكيك”
فرحمات الله عليك في الدنيا إلى يوم القيامة، وأسال الله الكريم أن ينظر إلى هذه الأمة نظر رحمة فيعوضها بك خيرا، وهذه الأمة ولاّدة، وبإذن الله سيتداركها الله برحمته.
تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور
=======
في وداع الراحلين..
معركة الشيخ يوسف القرضاي الأضخم والأخطر والتي ما تزال رحاها بيننا أو علينا تدور ..
ورحم الله الشيخ يوسف وعوض المسلمين في مصيبتهم خيرا…
وأعلم أن الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله تعالى قد خاض كثيرا من المعارك، على كل الجبهات والثغرات دفاعا عن الإسلام والمسلمين، ولكن أخطر معاركه وأشدها أوار، وأحماها وطيسا، وأكثرها بركة وإتاء، والتي ما تزال راحها تدور وستظل تدور ،هي معركته مع بعض الذين ستسمعونهم يؤبنونه اليوم،. معركته المستدامة مع جيل من الناس من “لابسي الخرقة” كما اصطلحوا لأنفسهم، يظنون في أنفسهم أنهم الحق وأن الباطل كل من عداهم وكل ما عداهم…
لألخص لكم المعركة وأطرافها والوالغين فيها بواقعة كنت أحد أطرافها حتى لا يقول قائل أثم أو وتغ ، وما أكثرهم حولي حين أقول…
كنت فتى حدثا في مدينتي الحبيبة الجميلة حلب، وكان صاحب “المكتبة العربية” التلاليني رحمه الله يبيعنا مجلة حضارة الإسلام – ومجلة المسلمون القادمة من جنيف- ومجلة البعث الإسلامي القادمة من الهند، وغيرها، ويشير علينا ببعض الكتب المطبوعة في بلاد المسلمين من هنا وهناك. وأشار عليّ يوما بكتاب ” الحلال والحرام في الإسلام” القادم من مصر ، والذي ألفه عالم شاب اسمه يوسف القرضاوي، واشتريت من قروش قليلة، من قروش قليلة، وليس بقروش قليلة، نسخة من الكتاب ثلاث ليرات ونصف. كان غلاف الكتاب بلون فضي، ونقش عليه اسم المؤلف. لا أذكر إذا كان قد ذكر على الكتاب رقم الطبعة، ولكنني ما زلت أظنها الطبعة الأولى..
وتواعدتُ ونفرا من أصحابي على أن نجتمع على قراءة جماعية للكتاب، وتلك كانت بعض طرائقنا، نقرأ ونفلي ويعين بعضنا بعضا على الفهم ، وكثيرا ما ننتقد حتى مؤلف الكتاب.
وبلغ خبر اجتماعنا لقراءة كتاب الحلال والحرام بعضَ القوم الذين تعلمون. وجاءنا النهي مع الزجر. “كتاب القرضاوي لا تقرؤه. القرضاوي متساهل متفلت على طريقة المصريين!! وبديلكم إذا شئتم : “الدرر المباحة في الحظر والإباحة”
وطبعا توقفنا عن قراءة الكتاب. صففته في رف مكتبتي الصغير دون أقرأه وكنت قد عاهدت الرفّ أن لا أصف عليه إلا ما قد قرأت ووعيت
لتمر الأيام…
وأزعم وأنا بزعمي حقيق أن معركة الشيخ القرضاوي رحمه الله تعالى منذ ألف الحلال والحرام في الإسلام وحتى يوم غادر المنبر كانت مع هذا اللفيف من الناس، الذين حاربوا الإسلام باسم الإسلام، وطمسوا عقول المسلمين بدعوى الانتصار للمسلمين. واليوم يحز في النفس ويملؤها أسى وألما أن نعيش اللحظات يترجل فيها الفارس المعلم، والشيخ الإمام، وأرى فرسان الزور برمحاهم وسيوفهم يمتطون كل السروج ويعملون طعنا في الصدور والظهور..!! تلك كانت وما زالت معركة الشيخ الأخطر، لا الطغاة ولا المستبدين ولا المحتلين ولا المارقين ولا المنحرفين، وكل هؤلاء حارب الشيخ أو حاربه الشيخ، لم يكونوا بخطورة الفريق لابسي الخرقة الذين ما يزالون يكيدون بعلم أو بجهل للإسلام والمسلمين ااا
يرحل الشيخ يوسف رحمه الله تعالى ،ورحى معركة الإسلام ما تزال دائرة، وقد أصبح لأهل الغلو والتطرف والانغلاق وفرق الجهالة عدا عن المنابر والمحابر ،فرق وفصائل تصول باسم الإسلام وتجول…
ثم كبرت ووعيت وعدت إلى كتاب “الحلال والحرام في الإسلام من جديد فما وجدت ما يدفع إلى الشك ولا إ ما يريب..
في حديث للشيخ يوسف عن حكاية تأليفه للكتاب، وتكليف بعض الشيوخ في الأزهر له بذلك، ثم محاولة الشيح الذي أعجب بالكتاب أن يجد له سندا يرتقي إلى أفق الكتاب من غير مصر، يقول الشيخ يوسف، أن الشيخ الأزهري قد أرسله ونحن في 1959 إلى أكثر من عالم مفضال من أهل الشام. وأن الدكتور محمد المبارك الأستاذ في كلية الشريعة في جامعة دمشق، كان من الذين أثنوا على الكتاب وقرظوه وأوصوا به ومدحوه!!!!
لماذا يصعب على العالم أن يمدح أخاه؟؟ ذلك سؤال ما زلنا نحار فيه..؟؟ يقول عمر بن أبي ربيعة: “وقديما كان في الناس الحسد…”
يرحل الدكتور يوسف القرضاوي اليوم، وقد نيّفت طبعات كتاب ” الحللال والحرام في الإسلام على السبعين أو الثمانين” وترجم الكتاب إلى العديد من اللغات ، ولكن المعركة على كتاب الحلال والحرام لم تكن إلا حلقة في سلسلة من المعارك ، ما تزال مستمرة، وهي معركة مع العقل والفهم والعصر وعلوم الشريعة والاجتماع، بوكل الألم أقول هي معركة غاب اليوم فارسها، وحتى الذين استسلموا أمام الفارس الأول ما يزالون يرابطون أمام مقالعهم هنا وهناك…
الشيخ يوسف رحمه الله تعالى صار إلى ربه..
وخلا لكِ الجو فبيضي واصفري
ونقّري ما شئت أن تنقري ..
اللهم اغفر للشيخ يوسف القرضاوي وارحمه وأعل نزله واخلف المسلمين بمصيبتهم به خيرا …
وإنا لله وإنا إليه راجعون
لندن: 29 صفر / 1444 – 26،/ 9/ 2022
زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي
=====
جماعة الإخوان المسلمين في سورية تنعى الإمام العلامة الشيخ “يوسف القرضاوي”
إخوان_سورية
بسم الله الرحمن الرحيم
مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا.
تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، العالِم الفقيه المـُجَدِّد الإمام يوسف القرضاوي، وتتوجّه إلى الأمة الإسلامية وإلى دُعاتها وعُلمائها، وإلى أسرة الشيخ رحمه الله وعائلته ومُحبِّيه، بخالص العزاء والمواساة.
لقد ترجّل فارس الأمّة وعالِمها ومُجدِّد فِقهها في هذا العصر.. فقد اصطفى الله عزّ وجلّ، إماماً مُجاهداً فذاً، وطَوْداً شامخاً، وداعيةً صنديداً، ما فترت عزيمته يوماً في سبيل دعوته الربانية، على طريق إحقاق الحق وإبطال الباطل، وتحقيق العبودية لله الواحد القهار وحده لا شريك له..
مضى الركن الـمَـكين، المـُجَدِّد الفقيه يوسف القرضاوي، وما انحنت له في حياته هامة أو قامة، وما لانت له عزيمة، مؤمناً حق الإيمان بالله عزّ وجلّ ودينه ومنهجه وشريعته، وبأنّ العاقبة لهذه الأمة المسلمة، مهما واجهت من عقباتٍ أو مرّت في كَبَوات، فمضى بعد أن غرس في أرض أمّته مفاهيم وسطية الإسلام، وقُدرته على استيعاب مُستجدّات العصر بشكلٍ متوازن.. تاركاً إرثاً فكرياً وشرعياً وفقهياً إسلامياً عظيماً للأجيال المسلمة الحالية والقادمة..
رحل الإمام القرضاوي، حُراً، مؤمناً بعدالة قضايا الأمة، غير آبهٍ لكل الحملات العدوانية التي حاولت النَّيْلَ منه ومن عزيمته، وقد كان (رحمه الله) من أوائل المناصرين للثورة السورية المبارَكة، ولأخواتها من ثورات الشعوب العربية والإسلامية، في بعض أقطار العرب والمسلمين، مؤمناً بمقولته الجوهرة: (إنّ تحقيق الحرية للشعوب، يسبق تنفيذ الشريعة الإسلامية، لأنّ الشريعة لا يمكن تنفيذها تنفيذاً سليماً في أجواء الاستبداد وفقدان الحرية)..
اللهم ارحم الشيخ يوسف القرضاوي، واغفر له، وتقبّله عندك مع النبيّين والصِدّيقين والشهداء والصالحين، واجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة، وعَوِّض الأمة الإسلامية عنه خيراً، واجعل لها سبيل رُشدٍ وفرج، وإنا لله وإنا إليه راجعون..
(ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل ٣٢).
٣٠ صفر ١٤٤٤ه
٢٦ أيلول ٢٠٢٢م
https://www.facebook.com/100048656035268/posts/pfbid02cMDqoB6azprqbvcpzW5wEVrFPDrARhBeGztgyQHWiVHAm1hYMeQLtoun5wbpEDp3l/
=====================