فوائد فقهية

مس التوراة والإنجيل للمحْدث عند المذاهب الأربعة

مس التوراة والإنجيل للمحدث عند المذاهب الأربعة:
١- الحنفية:
قال في “الدر المختار” فيما يحرم بالحدث: (مس مصحف، أي: ما فيه آية كدرهم وجدار، وهل مس نحو التوراة كذلك؟ ظاهر كلامهم: لا).
قال ابن عابدين: “قَالَ فِي النَّهْرِ: وَظَاهِرُ اسْتِدْلَالِهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ} بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْجُمْلَةَ صِفَةٌ لِلْقُرْآنِ يَقْتَضِي اخْتِصَاصَ الْمَنْعِ بِهِ اهـ.
لَكِنْ قَدَّمْنَا آنِفًا عَنْ الْمُبْتَغَى: أَنَّهُ لَا يَجُوزُ، وَكَذَا نَقَلَهُ ح عَنْ الْقُهُسْتَانِيِّ عَنْ الذَّخِيرَةِ ثُمَّ قَالَ: وَلَيْسَ بَعْدَ النَّقْلِ إلَّا الرُّجُوعُ إلَيْهِ، وَاسْتِدْلَالُهُمْ بِالْآيَةِ لَا يَنْفِيهِ، بَلْ رُبَّمَا تَلْحَقُ سَائِرُ الْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ بِالْقُرْآنِ دَلَالَةً؛ لِاشْتِرَاكِ الْجَمِيعِ فِي وُجُوبِ التَّعْظِيمِ كَمَا لَا يَخْفَى، نَعَمْ يَنْبَغِي أَنْ يُخَصَّ بِمَا لَمْ يُبْدَلْ كَمَا سَيَأْتِي نَظِيرُهُ”.

٢- المالكية:
قال في “مواهب الجليل”:
(قَالَ فِي الْمَسَائِلِ الْمَلْقُوطَةِ: مَسْأَلَةٌ: لَا يُكْرَهُ مَسُّ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ لِلْمُحْدِثِ؛ لِأَنَّ النَّصَّ إنَّمَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ).

وقال الدسوقي المالكي في حاشيته: (يَجُوزَ لِلْمُحْدِثِ مَسُّ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَلَوْ كَانَتْ غَيْرَ مُبَدَّلَةٍ).

٣- الشافعية:
قال في “تحفة المحتاج”:
(وَحَمْلُ الْمُصْحَفِ) بِتَثْلِيثِ مِيمِهِ، وَخَرَجَ بِهِ مَا نُسِخَتْ تِلَاوَتُهُ وَبَقِيَّةُ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ.
قال الشرواني عليه:
“كَتَوْرَاةٍ، وَإِنْجِيلٍ. قَالَ الْمُتَوَلِّي: فَإِنْ ظَنَّ أَنَّ فِي التَّوْرَاةِ وَنَحْوِهَا غَيْرَ مُبَدَّلٍ كُرِهَ مَسُّهُ. عِبَارَةُ ع ش: لَكِنْ يُكْرَهُ إنْ لَمْ يَتَحَقَّقْ تَبْدِيلُهُ بِأَنْ عَلِمَ عَدَمَهُ أَوْ ظَنَّهُ أَوْ لَمْ يَعْلَمْ شَيْئًا”.
وقال في “نهاية المحتاج”:
“وَخَرَجَ بِالْمُصْحَفِ غَيْرُهُ؛ كَتَوْرَاةٍ وَإِنْجِيلٍ وَمَنْسُوخِ تِلَاوَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَلَا يَحْرُمُ ذَلِكَ”.

٤- الحنابلة:
قال في “كشاف القناع”:
(وَلَهُ مَسُّ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَصُحُفِ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَشِيثٍ إنْ وُجِدَتْ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ قُرْآنًا).
وقال مرعي في “الغاية” مع شرحها:
(وَ) لَا يَحْرُمُ مَسُّ (نَحْوِ تَوْرَاةٍ وَإِنْجِيلٍ) وَزَبُورٍ وَصُحُفِ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَشِيثٍ وُجِدَتْ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ قُرْآنًا.

الرواق المنهجي والحنبلي( بإشراف الشيخ محمد عبد الواحد الأزهري الحنبلي).

السابق
زكاة الفطر نقدا جائزة ولا حرج وقد يكون هو الأصلح (منقول)
التالي
وثيقة قديمة رفعها علماء اللاذقية عام ١٢٣٩ هـ، أي قبل ما يقرب الـ ٢٠٠ عام يشكون فيها للخلافة العثمانية ما لحق بهم من ظلم النصيرية