ما حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان؟
الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
اتفق العلماء على استحباب الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأذان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ ثمَّ صلُّوا عليَّ، فإنَّهُ مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليه بِها عشْرًا) رواه مسلم، والحديث عام يشمل بعمومه المؤذن والسامع.
جاء في [مغني المحتاج 1/ 219]: “ولكل أي المؤذن والسامع أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه“، وجاء في [المجموع 3/ 117]: “يستحب للمؤذن أن يقول بعد فراغ أذانه هذه الأذكار المذكورة من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤال الوسيلة”.
وجاء في [شرح منتهى الإرادات 1/ 130] من كتب الحنابلة: “ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ، ويقول: اللهم رب هذه الدعوة”.
غير أن الكلام اشتهر في هذه المسألة في جانب “جهر المؤذن” بهذه الصلاة على السماعات الخارجية عقب الأذان، سواء كان جهراً بصوت مرتفع أم منخفض. الأمر الذي اعتاده المؤذنون في العصور المتأخرة في كثير من بلاد المسلمين.
فذهب جماهير الفقهاء المتأخرين إلى جواز “الجهر”، أو استحبابه، حيث لم يروا محذوراً في ذلك، ولم يجدوا فيه مناقضة للمقصد الشرعي في هذا الباب، خاصة مع الفوائد المرجوة من الجهر، كمثل تذكير الناس بهذه السنة، وإعلانها على الملأ.
ولذلك جاء في [حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 2/ 220] من كتب المالكية: “وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان فبدعة حسنة”.
وجاء في [حاشية ابن عابدين الحنفي “رد المحتار” 1/ 261]: “والصواب من الأقوال أنها بدعة حسنة“،
https://www.aliftaa.jo/Question.aspx?QuestionId=3150#.YhvSQmHMJPY
=================
سئل ابن حجر الهيتمي عن رفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فأجاب:
أَمَّا حُكْمُ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ سَمَاعِ ذِكْرِهِ بِرَفْعِ الصَّوْتِ مِنْ غَيْرِ مُبَالَغَةٍ فَهُوَ جَائِزٌ بِلَا كَرَاهَةٍ بَلْ هُوَ سُنَّةٌ. وَعِبَارَةُ الْعُبَابِ وَشَرْحِي لَهُ قَالَ النَّوَوِيُّ وَغَيْرُهُ وَلَا يُكْرَهُ أَيْضًا رَفْعُ الصَّوْتِ بِلَا مُبَالَغَةٍ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذَا قَرَأَ الْخَطِيبُ { إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ } الْآيَةَ وَنَقَلَ الرُّويَانِيُّ ذَلِكَ عَنْ الْأَصْحَابِ إلى أن قال وَيُقَاسُ بِذَلِكَ مَا يَفْعَلُهُ الْمُؤَذِّنُونَ مِنْ رَفْعِ أَصْوَاتِهِمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْ الْخَطِيبِ عِنْدَ تَصْلِيَتِهِ بِجَامِعِ طَلَبِ الصَّلَاةِ عِنْدَ سَمَاعِ ذِكْرِهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا يُطْلَبُ عِنْدَ الْأَمْرِ بِهَا فِي { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } وَيُؤَيِّدُهُ مَا فِي الْجَوَاهِرِ فِي الْحَجِّ مِنْ أَنَّهُ يُسَنُّ لِكُلِّ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ بِهَا لَكِنْ لَا يُبَالِغُ فِي الرَّفْعِ مُبَالَغَةً فَاحِشَةً إلى أن قال وَخَرَجَ بِلَا مُبَالَغَةٍ الرَّفْعُ بِالْمُبَالَغَةِ فَإِنَّهُ بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ كَمَا قَالَهُ الْأَذْرَعِيُّ انتهى.
فتحصل من هذا أن المبالغة برفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم غير مشروعة بلا خلاف، وأن الأولى أن يصلي سرًا.
والله أعلم.
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/93356/حكم-الصلاة-على-النبي-صلى-الله-عليه-وسلم-عقب-الأذان-بصوت-عال