المتصوفة هم الذاكرون كثيرا الذين هم أفضل الناس وقد آووا في الذكر إلى ركن شديد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فالذكر أفضل من الجهاد الذي هو أفضل الطاعات، ففي الحديث الذي أخرجه مالك في الموطإ وأحمد والترمذى وابن ماجه والطبرانى وابن شاهين فى الترغيب فى الذكر والحاكم في المستدرك والبيهقى فى شعب الإيمان عن أبى الدرداء وأحمد عن معاذ:”ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها فى درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق فى سبيل الله وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ذكر الله ” وللحديث أطراف أخرى منها: “ألا أخبركم بخير أعمالكم”( حديث أبى الدرداء مالك في الموطإ1/211/ رقم الحديث492 رواية يحيى الليثي: أخرجه أحمد (5/195 ، رقم 21750) ، قال المنذرى (2/254) ، والهيثمى (10/73) : إسناده حسن . والترمذى (5/459 ، رقم 3377) ، وابن ماجه (2/1245 ، رقم 3790) ، والحاكم (1/673 ، رقم 1825) وقال : صحيح الإسناد ، والبيهقى فى الشعب (1/394 ، رقم 519) ) ،
وأخرج أبو يعلى عن أبي سعيد الخدري: قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العبادة أفضل درجة عند الله يوم القيامة قال:”الذاكرين الله كثيرا”، قلت يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله. قال:”لو ضرب بسيفه الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكر أفضل منه (أبو يعلى في مسنده ج 2/ ص 531 حديث رقم: ) “.
وأخرج عبد الرزاق(مصنف عبد الرزاقج 6/ ص 58 حديث رقم: 29456) وابن أبى شيبة(أخرجه ابن أبى شيبة (6/58 ، رقم 29456) في مصنفيهما وابن عبد البر في التمهيد ((التمهيد لابن عبد البر6/59)عن عبد الله بن عمرو قال: “ذكر الله بالغداة والعشى أعظم من حطم السيوف فى سبيل الله وإعطاء المال سحا”، وأخرج مالك(خرجه مالك (1/209، رقم 488)، وابن أبى شيبة (6/60، رقم 29476)، وأحمد (2/302، رقم 7995)، والبخارى (3/1198، رقم 3119)، ومسلم (4/2071، رقم 2691)، والترمذى (5/512، رقم 3468) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (2/1248، رقم 3798)، وابن حبان (3/129، رقم 849)) وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخارى ومسلم والترمذى وابن ماجه وابن حبان في الحديث المستفيض عن أبى هريرة: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ولم يات أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك”.قال ابن عبد البر في التمهيد( التمهيد لابن عبد البر22/19) : “في هذا الحديث دليل على أن الذكر أفضل الأعمال ألا ترى أن هذا الكلام إذا قيل مائة مرة يعدل عشر رقاب إلى ما ذكر فيه من الحسنات ومحو السيئات وهذا أمر كثير فسبحان المتفضل المنعم لا إله إلا هو العليم الخبير”.
وفي حديث مستفيض آخر(البخاري (6/2694 ، رقم 6970) ، ومسلم (4/2061 ، رقم 2675) ، والترمذي (5/581 ، رقم 3603) وقال : حسن صحيح . وأخرجه أحمد (2/413 ، رقم 9340 وابن ماجه (2/1255 ، رقم 3822) ، وابن حبان (3/93 ، رقم 811)) أخرجه البخارى ومسلم والترمذى وأحمد وابن ماجه وابن حبان عن أبى هريرة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشى أتيته هرولة”
وفي الصحيح أيضا(حديث أبى هريرة : أخرجه البخاري (5/2353 ، رقم 6045) ، ومسلم (4/2069 ، رقم 2689)، وأحمد (2/382 ، رقم 8960) ، ، وابن حبان (3/137 ، رقم 856) ، وأبو نعيم (8/117) . وأخرجه أيضًا : الطيالسى (ص 319 ، رقم 2434) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (1/399 ، رقم 531) . ذحديث أبى هريرة وأبى سعيد : أخرجه أحمد (2/251 ، رقم 7418) والترمذى (5/579 ، رقم 3600) وقال : حسن صحيح ) : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم. قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي؟ قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني؟ قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول وكيف لو رأوني؟ قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا قال يقول فما يسألونني؟ قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها؟ قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو أنهم رأوها؟ قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون؟ قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها؟ قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها؟ قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم . قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة. قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم”،
وأخرج مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده والترمذي والنسائي في سننهما وابن حبان في صحيحه والطبراني(مسلم”8/72/رقم الحديث 7032 وأحمد 4/92 /16960، والترمذي”3379 و”النسائي”8/249 وابن حبان في صحيحه 3/85/رقم الحديث 813 والمعجم الكبير للطبراني19/311/رقم الحديث16371) في المعجم الكبير عن أبي سعيد الخدري قال :خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله قال الله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا ما أجلسنا إلا ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة ً لكم وما كان بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثاً مني وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة ً لكم ولكنه إنما أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة.وفي حديث آخر مستفيض لدى الترمذى وأحمد وابن أبى شيبة وابن ماجه وابن حبان والطبرانى والحاكم والبيهقى عن عبد الله بن بسر(أخرجه الطبرانى (20/93، رقم 181)، وفى صحيح ابن حبان(20/106، رقم 208)،
وفى عمل اليوم والليلة لابن السني(20/107 ، رقم 212) في خلق أفعال العباد1/72) : أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام كثرتعلى فأخبرني بشيء أتشبث به قال:”لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله”، وأخرج الطيراني وابن حيان وابن السني في عمل البوم والليلة والبخاري في خلق أفعال العباد والبيهقى فى شعب الإيمان عن معاذ بن جبل :”أحب الأعمال إلى الله أن تموتَ ولسانُك رَطْبٌ من ذِكْرِ الله”، قال الغزالي أفضل الأعمال بعد الإيمان ذكر الله.وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والطبرانى عن معاذ(أخرجه ابن أبى شيبة (6/57، رقم 29452)) ، وأحمد (5/239 ، رقم 22132) قال الهيثمى (10/73: رجاله رجال الصحيح إلا أن زياد بن أبى زياد مولى) ابن عياش لم يدرك معاذًا .
والطبرانى (20/166، رقم 352)) :”ما عمل آدمى عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله”، قالوا ولا الجهاد فىسبيل الله، قال:”ولا الجهاد إلا أن تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب به حتى ينقطع ثم تضرب به حتى ينقطع”، وأخرجه البيهقى فى شعب الإيمان عن ابن عمر(أخرجه البيهقي في شعب الإيمان(1/396 ، رقم 522) . قال المناوى (2/511)) “إن لكل شىء سقالة وإن سقالة القلوب ذكر الله وما من شىء أنجى من عذاب الله من ذكر الله ولو أن تضرب بسيفك حتى ينقطع”. والحديث الصحيح لدى مسلم وابن حبان وأحمد والطبراني(أخرجه أحمد (2/411 ، رقم 9321) ، ومسلم (4/2062 ، رقم 2676) ، وابن حبان (3/140 ، رقم 858) . وأخرجه أيضًا : الطبرانى فى الأوسط (3/155 ، رقم 2773) .ومن غريب الحديث : “جمدان”: اسم جبل ) : “سيروا هذا جُمْدَان سبق المُفَرِّدُون قالوا وما المُفَرِّدُون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات”.
قال أبو بكر بن العربي في القبس : الذكر أفضل الأَعمال لأنه توحيد وعمل؛ وقد ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، أنه بمنزلة الحصن الذي يعتصم فيه من العدو، وكذلك يعتصم به من الشيطان والنار، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه مشى يوماً مع أصحابه حتى وقف على الجبل.فقال: هذَا جُمْدَانُ سِيرُوا سَبُقَ المُفْرِدونَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ الله مَنْ هُمُ؟ قَالَ: الَّذِينَ اهْتَزُّوا بِذِكْرِ الله يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أوْزَارَهُمْ.قوله: “الْمُفْرِدُونَ” يعني الذين أفردوا الله بالوجود الحقيقي، وبعموم العلم والقدرة، وبعموم الخلق فلا خالق سواه، وباختصاص الإِرادة يفعل ما يشاء. وبأن المرجع إليه، ومعناه: لم يروا إلا الله وكأنه يريد من الموحدين به الذين يروا الله واحداً فرداً.قوله: “الَّذِينُ اهْتَزُّوا بِذِكْرِ الله”يعني الذين غلب عليهم الذكر في الأقوال، والطاعة في الأعمال حتى يكونوا كما روي عن الحسن البصري أنه قال:”أدْرَكْتُ قَوْماً لَوْ رَأيْتُمُوهُمْ لَقُلْتُمْ مَجَانِينَ وَلَوْ رَأوْكُمْ لَقَالُوا فُسَّاقٌ”.وأحاديث فضل الذكر كثيرة، وفي هذا القدر كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد.