قيمة هذا الكتاب في أربعة أشياء:
- أن مؤلفه معروف بعلمه وأمانته، وهو موضع ثناء عند الحنابلة المعاصرين لهذه الفترة، ومحلّ إجلال لديهم.
- أن الكتاب أثنى عليه مشايخ الحنابلة في وقت ظهوره، كالعلامة ابن فيروز، والعلامة ابن حُميد.
- أن المؤلف حنبلي، ويتجلى عنده جانب واضح من المفاصلة بين أهل مذهبه وبين هذه الحركة.
- أن المؤلف معاصر للحركة الوهابية وكانت بينه وبينهم صلة، فهو يحكي فيه عن مشاهدة وحضور.
واسم الكتاب كاملا : “الصواعق والرعود في الرد على ابن سُعود”.
وأحسب أن الدار الناشرة تجافَت عن كتابة الاسم كاملا؛ لِما في ذلك من مسّ اسم الكتاب بالأسرة المالكة الآن، وهم مشكورون بلا شك على نشر هذا الكتاب المهم مع في ذلك من خطورة أمنية واقتصادية عليهم.
من التلغرام/ الدر النثير، كناشة سامي الأزهري.
=====
ثم كتب الشيخ محمد عبد الواحد الحنبلي عل التلغرام:
اقتنيت أمس كتاب “الصواعق والرعود” الذي طبع حديثا، ونفد من المعرض في ساعتين! وسبق أن تكلمت عنه وعن أهميته. وكنت قرأته مخطوطا من قبل، ولما اشتريته مطبوعا: قضيت عظم ليلتي معه! الكتاب بلا شك مهم جدا، لا يصح لباحث شرعي ولا اجتماعي ولا سياسي ولا تاريخي أن يتجاهل ما فيه، بقطع النظر عن توجه قارئه وموقفه من المؤلف أو من يرد عليهم، وما ذكره المؤلف من وقائع رآها وعايشها بنفسه يؤكد حقائق قررها كثير من الباحثبن المعاصرين حتى من السعودية! لكن الذي أود الإشارة إليه هنا من مميزات الكتاب وهي كثيرة: أن فيه تحريرات مهمة جدا لمسائل الشرك والبدعة عند الوهابية، وتحرير لمعنى العبادة، وتحرير لكلام الحنابلة وموقفهم من الاستغاثة والتوسل وما يتعلق بالقبور والأموات. بل فيه إشارات مهمة جدا لم أرها لغيره فيما يتعلق بكتب ابن تيمية وابن القيم، وكيفية الاستفادة من كلامهما، وخطورته على غير المتأهل، ومعتمد كتب ابن القيم من غيرها، وما يتعلق بالاعتماد على هذه النوعية من الكتب، وكنت قد قررت كثيرا من هذا في دروسي قبل أن أقرأ الكتاب، فالحمد لله على الموافقة. ولا شك أن الكتاب سيثير جدلا كبيرا في الساحة، وسيحرك راكدا، ويوقظ أقواما، ويضل آخرين فيزداد عنادهم ولجاجهم.
==============
نقل خطير من ابن داود الحنبلي (ت: ١٢٢٥) في كتابه العظيم “الصواعق والرعود” عن شيخه الإمام محمد بن فيروز، في أمر قبيح فعله ابن عبد الوهاب في كتاب “الإقناع” للحجاوي، وأغضب عمه، وتنبأ له بما صار إليه!
وهو أصل توارثه عنه كثير من أتباعه!
وهذا الداء قديم في #النابتة، وتحدثنا عنه من قبل، ويظن بعض الناس أنه من خصائص نابتة زماننا.
وقد قال العلامة التاج السبكي – رحمه الله-:
(وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا إلى أن كتب شرح صحيح مسلم للشيخ محيي الدين النووي، وحذف من كلام النووي ما تكلم به على أحاديث الصفات؛ فإن النووي أشعري العقيدة، فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على الوضع الذي صنفه مصنفه)!
قلت: وهذا عين ما يفعله بعض النابتة في زماننا، وليس في الصفات فحسب، بل حتى في مسائل فقهية!
وما حكم هذا الفعل؟
اقرأ وتنبه للتعليل.
قال التاج السبكي:
(وهذا عندي من كبائر الذنوب؛ فإنه تحريف للشريعة، وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس وما في أيديهم من المصنفات. فقبح الله فاعله وأخزاه. وقد كان في غنية عن كتابة هذا الشرح، وكان الشرح في غنية عنه).
===========
مما نقله عبد الله بن داود الزبيري في “الصواعق والرعود” من قبيح كلام محمد بن عبد الوهاب النجدي وأتباعه في العلماء، وهو معاصر لهم ينقل ما يرى ويسمع، ولا ينفع الطعن في نقله حيث وثقه العلماء:
١- “وتقدم لك بغضُ هذا الرجل وأتباعه للفقه وأهله، ومسبتهم لمن يتعلق به، ولقد سمعت من إنسان عين تلاميذ هذا المبتدع الشيطان مفرج بن شعلان يقول في محضر من الناس: إذا أردنا ندعوا هؤلاء الشياطين الذين يسمون العلماء لشهادة أن لا إله إلا الله: قال الرجل منهم: أنا فقيه، وأنا لا أعرف إلا الفقه= قل له: فقهك لك، وصار يكررها مرارًا ويقول: نحن لا نسأل إلا عن معنى لا إله إلا الله.
وسئل ابن عبد الوهاب عن مسألة فقه، فقال للسائل: اسأل عبد الرحمن ابن الشيخ؛ فإنه هو الذي يعرف هذا الخريبطات، أو قال: الدويبلات.
ووقع مثل هذا كثيرًا منهم”.
٢- وذكر لنا الشيخ محمد بن علي بن سلوم عن ابن عبد الوهاب أنه قال: السيوطي رجل تفل الشيطان في فيه. قال عبد الرحمن ابن الشيخ ابن عم ابن عبد الوهاب لما سمعه: وأنت بال في فيك.
وقال ابن عبد الوهاب: كذب البخاري في الصحيح خمسة عشر كذبة. قال هو أو بعض خواصه.
وقال ابن عبد الوهاب في الشيخ منصور البهوتي الذي هو عمدة الحنابلة، والمعول عندهم على كلامه وعلى شروحه: وهذا البهوت لا البهوتي؛ لأنه كذب في شرح المنتهى ثمانين كذبة.
٣- وقد نقل لنا من نثق به عن محمد بن عبد الوهاب أنه قال: استخرجت من قصة الحديبية في البخاري سبعًا وعشرين كذبة …
وأما المتأخرون فلما ذكر عنده العلامة الشيخ منصور البهوتي الحنبلي فنهنه وقال: ذلك البهوت لا البهوتي أو كفره، قيل له لماذا؟ قال: لأنه كذب في شرح المنتهى ثمانين كذبة.
وهذا الشرح أصح كتب الحنابلة، وتلقوه تلقيًا تامًّا بحيث إنهم لم ينتقدوا فيه شيئًا أبدًا، والمعول عليه عند علماء الحنابلة بحيث إنهم لا يعدلون به كتاب فقه أبدًا، ومؤلفُه اتفق أهل عصره فمَن بعدهم على صلاحه وأهليته.
وفي أول رسالة أرسلها له ابن عفالق قال فيه: حتى بلغ خبال عقلك، وفساد أمرك إلى أن خرقت إجماع الأمة، وخالفت أتباع الأئمة، وعبت تصانيفهم المحررة، وتآليفهم المعتبرة، وإن دريت تدوينهم محكم الإحكام، وتنقصت ما أحكموه الحكام، وجعلت من الذنوب الموبقات، والكبائر المهلكات: النظر في المنتهى والإقناع وغيرهما من المؤلفات”.
٤- وأما كتب الفروع فليست حجة عندك، بل أنتم تسمونها برادع الحمير، ولا تقلدونها في كثير ولا يسير، وتلميذ طاغيتكم عيسى بن قاسم يقول للشيخ محمد بن سلوم: ما دام هذان الكلبان الأسودان عندك ما تهتدي، قال له: ما هما؟ قال: إقناعكم ومنتهاكم، أنا كنت مثلك غير مهتدي حتى سخرت بها النوى.
٥- المعروف المقرر عنك أن كتب الفقه مشتملة على حق وباطل، وأنه يجب إحراقها، ولا يجوز النظر فيها، وتقولون: هذه الكتب الذي هي كالكلاب السود. وتارة تقولون: كبراذع الحمير. ويقولون: هذه الكتب هي الذي فتنت الناس.
قلت: ذكرتني هذه النقول بمنافحة أحد البؤساء المتعصبين -قبل ثلاث سنوات- عن ابن عبد الوهاب وأتباعه في موقفهم من الإقناع والمنتهى، ولجاجه الممجوج في نفي قول بعضهم: “المقلاع والمتيه”، وقد رددنا عليه حينها وألجمناه.
فأين المقلاع والمتيه مما ذكره ابن داود عنهم من قبيح القول في الإقناع والمنتهى وكتب الفروع؟!
وأين ما رددناه عليه من كلامه في مخالفة الإقناع والمنتهى لمذهب أحمد ونص رسول الله ﷺ، من تسميه الشيخ منصور البهوتي بالبهوت، ورميه بالكذب ثمانين كذبة؟!
وقد شاء الله أن يظهر ما طال إخفاؤه من حقيقة مذهب القوم وقبيح كلامهم، والأيام حبلى يلدن كل عجيب.
=======
قال العلامة عبد الله بن داود في “الصواعق والرعود”:
“وقد ذكر لنا من يوثق بقوله: أنه من نحو أربعين سنة جاء إلى ابن عبد الوهاب رجل حنفي، وناوله مختصرًا من فقه الحنفية، وطلب منه أن يقرأ عليه في ذلك الكتاب، فأخذه بيده ونظر فيه، ثم رماه بالتراب، وقال: ليس أبو حنيفة على شيء.
وكان ذلك الرجل ساكنًا نجدًا إذ ذاك وله فيها أولاد وزوجة، فأخذ الكتاب وانهزم عن نجد، ولم يروه بعدها.
والظاهر: أن الرجل عمر بن حامد النزيل في داخلة سدير.
وأما كونه يُخطِّئ الإمام، ويعترض عليه، ويسبه هو وأصحابه= فهذا كثير، وسمعناه نحن من أصحاب ابن عبد الوهاب، وذكره العلماء الذين ردوا على ابن عبد الوهاب من سنين متطاولة”.