مناظرات وردود على الوهابية

سألني بعض الإخوة الفضلاء صباحا عن رأيي في هذ المنشور أدناه فقلت جوابا عنه.. (تقديس بعض الوهابية لابن تيمية واستثناؤهم له من عبارة “كل يؤخذ ويرد عليه..” وخلطهم بين تلامذته)

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/2974942619286407/

مع أن المقدسي هنا هو محمد بن مفلح المقدسي (708 هـ – 763 هـ) فهذا من تلامذة ابن تيمية نعم لا ابن قدامة الذي ولد ابن تيمية بعده بـ 41 سنة… رحم الله الجميع… ولكن الناشر ظن أن كل مقدسي هو ابن قدامة من باب أن “كل حمراء لحماء وكل بيضاء دهناء” فإلى الله المشتكى… خير من هذا كله .. هو أن تعطيني أيَّ مسألة خالف فيها أهلَ السنة فيها ابن تيمية وأنا أنقض كلامَه فيها ـ بحول الله ـ ومن كتبه وكتب أتباعه لا من كتب أئمتنا … والسلام.

سألني بعض الإخوة الفضلاء صباحا عن رأيي في هذ المنشور أدناه* فقلت جوابا عنه:

وأنا أتم له هذه السيمفونية فأقول له: وعندما نجد بعض الوهابية والسلفية يطعن في ابن تيمية ويخصص ستة مجالس لبيان “ضلالاته” ويجعله متكلما مبتدعا جهميا طاعنا في السلف، ويثبت ذلك من نفس كلام ابن تيمية وكتبه، ويقول عنه في نهاية المطاف وبالحرف ما يلي:

(((يجب التحذير من اهل البدع ..ومن أكبر رموزهم المعاصرة المشتهرة : ابن تيمية الجهمي .. الذي خالف منهج الصحابة رضي الله عنهم ، وأحدث في دين الله ما لم يشرعه الله تعالى ..وطعن في الصحابة والتابعين وسلف الأمة ، ودافع عن أهل البدع والضلالة ..ودخل في (علم المنطق اليوناني) ، وتذبذب في اعتقاده فمرة يقول على منهج السلف ومرة يقول على منهج (الاشعري) ، وكان نهاية المطاف أنه يعلنها صريحة (أنه لا يكفر من توضأ وحافظ على الصلاة) !!! ولقد كان منهج السلف المتقدمين في القرون المفضلة ودأبهم هو التحذير من البدع وأهلها.وانظر على سبيل المثال لكتاب : (البدع والنهي عنها) لابن وضاع القرطبي رحمه الله ..ومن هذه المنطق في التحذير من أهل البدع جاءت هذه السلسلة من المجالس في التحذير من شيخ الجهمية المعاصرة (ابن تيمية) وهي ستة مجالس في التحذير من ضلالات ابن تيمية الحراني )) [1]..

فماذا نقول عنه يا شطور … هل لأن ابن تيمية هدم حصون السلف والسلفية والوهابية مثلا؟!!!

وأضيف هنا فأقول: إن كل هذه الثرثرة التي ذُكرت في المنشور أدناه ـ إن سُلّم بصحتها ـ لا يجعل من ابن تيمية ـ رحمه الله ـ رجلا معصوما لا معقب لحكمه ولا لرادّ لكلامه ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهذا لا يكون إلا لله ورسوله وهذا نقل ابن تيمية نفسه الاتفاق عليه وجعل من يخالفه ضالا مضلا مبتدعا … وبالتالي فيبقى ابن تيمية بشر يخطئ ويصيب ويؤخذ منه ويُرد عليه كما قال ابن تيمية نفسه عن كبار أئمة السلف ومجتهديهم، وإليك بعض نصوصه في ذلك:

يقول: فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك, إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم[2].

ويقول أيضا: ولهذا اتفق أهل العلم – أهل الكتاب والسنة – على أن كل شخص سوى الرسول فإنه يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإنه يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، فإنه المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وهو الذي يسأل الناس عنه يوم القيامة كما قال تعالى: {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين} [سورة الأعراف: 6][3].

ويقول: وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا من الفروق بين الأنبياء وغيرهم فإن الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامهيجب لهم الإيمان بجميع ما يخبرون به عن الله عز وجل وتجب طاعتهم فيما يأمرون به؛ بخلاف الأولياء فإنهم لا تجب طاعتهم في كل ما يأمرون به ولا الإيمان بجميع ما يخبرون به؛ بل يعرض أمرهم وخبرهم على الكتاب والسنة فما وافق الكتاب والسنة وجب قبوله وما خالف الكتاب والسنة كان مردودا وإن كان صاحبه من أولياء الله وكان مجتهدا معذورا فيما قاله له أجر على اجتهاده[4].

وقال أيضا: ولهذا قال غير واحد من الأئمة: كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء الأئمة الأربعة رضي الله عنهم قد نهوا الناس عن تقليدهم في كل ما يقولونه وذلك هو الواجب عليهم؛ فقال أبو حنيفة: هذا رأيي وهذا أحسن ما رأيت؛ فمن جاء برأي خير منه قبلناه ولهذا .. ومالك كان يقول: إنما أنا بشر أصيب وأخطئ فاعرضوا قولي على الكتاب والسنة أو كلاما هذا معناه… والإمام أحمد كان يقول: لا تقلدوني ولا تقلدوا مالكا ولا الشافعي ولا الثوري وتعلموا كما تعلمنا. وكان يقول: من قلة علم الرجل أن يقلد دينه الرجال وقال: لا تقلد دينك الرجال فإنهم لن يسلموا من أن يغلطوا[5].

ويقول: فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر؛ وطاعته في كل ما أمر وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة – كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك – كان من أهل البدع والضلال والتفرق. [6].

ويقول في رده على الشيعة: أن الإمام الذي شهد له بالنجاة: إما أن يكون هو المطاع في كل شيء، وإن نازعه غيره من المؤمنين، أو هو المطاع فيما يأمر به من طاعة الله ورسوله، وفيما يقوله باجتهاده إذا لم يعلم أن غيره أولى منه، ونحو ذلك. فإن كان الإمام هو الأول، فلا إمام لأهل السنة بهذا الاعتبار إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، [فإنه ليس عندهم من يجب أن يطاع في كل شيء إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -] وهم يقولون كما قال مجاهد والحاكم ومالك وغيرهم: كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم [7].اهـ

قال وليد ـ وفقه الله وإياكم ـ : وبالتالي فلا حرج على من أخذ وردّ على ابن تيمية إذا رآه قد أخطأ في هذه المسألة أو تلك وخالف الدليل، تماما كما فعل ابن تيمية نفسه حيث ردّ على كل هؤلاء الذين ذكرتهم من فرق وجماعات وملل ونحل، بل رد على أئمة السلف فضلا عن أئمة الخلف، وعلى الأولين والآخِرين، وكما يفعل أصغرُ واحد من الوهابية والسلفية مع كبار مجتهدي السلف كأبي حنيفة ومالك والشافعي وغيرهم حيث يخطّئهم ويرد عليهم ولا يرف له جفن وقد لا يعرف يقرأ الفاتحة!!!

بل لا حرج على من رأى أن ابن تيمية واقع في بعض البدع لعدم علمه بأنها كذلك تماما كما قال ابن تيمية عن السلف أنفسهم من أن كثيرا منهم وقعوا في البدع دون أن يعلموا، ونصه بالحرف في مجموع الفتاوى (19/ 191): وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم.اهـ

وإن أبيتَ إلا أن تجعل ابن تيمية مستثنى من قاعدة كل يؤخذ ويرد عليه، أي أنه عندك فوق أن يرد عليه أحد .. فأنت تكون ضالا مبتدعا وبنصوص ابن تيمية نفسه كما بسطناه أعلاه من ذلك قوله “فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة … كان من أهل البدع والضلال والتفرق“.

وأخيرا أقول إن هذه الثرثرة التي في المنشور كلام إنشائي فارغ لأنه يمكن أن تثرثر به كل فرقة عن نفسها إذ كل فرقة تخالف سائرَ الفرق والملل والنحل الأخرى وترد عليها وهم يردون عليها … فهل هذا بحد ذاته يجعل تلك الفرقة معصومة؟!!! لو كان الأمر كذلك لكانت كل الفرق ـ وأئمتها كذلك ـ معصومة إذ كلها تَرد ويُرد عليها!! فمثلا الجويني والغزالي والرازي وكثير من الأشاعرة رحمهم الله ردوا على سائر الفرق والملل والنحل، وكذا هي ردت على الأشاعرة وعلى الإسلام عامة … فكان ماذا؟!!!

خير من هذا كله .. هو أن تعطيني أيَّ مسألة خالف فيها أهلَ السنة فيها ابن تيمية وأنا أنقض كلامَه فيها ـ بحول الله ـ ومن كتبه وكتب أتباعه لا من كتب أئمتنا … والسلام.

ملاحظة: ذكر صاحب المنشور أن ابن قدامة المقدسي من تلامذة ابن تيمية حيث أرفق بمنشوره صورة افتراضية لتلامذة حول شيخهم (أي ابن تيمية) وكتب على أحدهم “ابن قدامة” … وهذا مما تضحك منه الثكلى فإن الموفق ابن قدامة متوفى سنة (620 هـ) وابن تيمية ولد سنة (661هـ) أي ولد ابن تيمية بعد وفاة ابن قدامة بأكثر من أربعين سنة ..!! فكيف صار من تلامذته!! وقد قال ابن تيمية في ابن قدامة: «ما دخل الشام – بعد الأوزاعي – أفقه من الشيخ موفق»

وهذا يدل على ناشر هذا المنشور كحاطب ليل لا يعرف ما فيه وهو نفسه قال في آخره كلمة “منقول” … والذي أوقعه في هذا الخطأ المضحك هو أن صاحب المنشور الأصلي كتب أن المقدسي هو من تلامذة ابن تيمية فظن من نقله عنه أنه ابن قدامة المقدسي، ولذلك لما رسم الصورة الافتراضية لتلامذة ابن تيمية كتب على أحدهم “ابن قدامة” بدل أن يكتب المقدسي، مع أن المقدسي هنا هو محمد بن مفلح المقدسي (708 هـ – 763 هـ) فهذا من تلامذة ابن تيمية نعم لا ابن قدامة الذي ولد ابن تيمية بعده بـ 41 سنة. ولكن الناشر ظن أن كل مقدسي هو ابن قدامة من باب أن “كل حمراء لحماء وكل بيضاء دهناء” فإلى الله المشتكى.

————————

[1] وهذه رابطهاhttps://www.youtube.com/watch?v=yWvWRbyP7A0&list=PLBPfLW9Y4TkhliKPN8reLjWcm5aMUVvT9

[2] «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» (ص 9):

[3] «منهاج السنة النبوية» (6/ 190):

[4] «مجموع الفتاوى» (11/ 208):

[5] «مجموع الفتاوى» (20/ 211):

[6] «مجموع الفتاوى» (3/ 346):

[7] «منهاج السنة النبوية» (3/ 503):

وهذه رابطها https://www.youtube.com/watch?v=yWvWRbyP7A0&list=PLBPfLW9Y4TkhliKPN8reLjWcm5aMUVvT9

* ونص المنشور:

عندما تجد #اليهود يطعنون في ابن تيمية فذلك بسبب كتاب قواعد ابن تيمية في الرد على اليهودية ..

عندما تجد #الشيعة يطعنون في ابن تيمية فذلك بسبب كتاب منهاج السنة للرد على الشيعة ..

عندما تجد #النصارى يطعنون في ابن تيمية فذلك بسبب كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح

عندما تجد #العلمانيين يطعنون في ابن تيمية فذلك بسبب كتاب بغية المرتاد في الرد على الفلاسفة والقرامطة

عندما تجد #الملاحدة يطعنون في ابن تيمية فذلك بسبب كتاب الرد على المنطقيين المتكلمين ، وإبطال كلام الفلاسفة

عندما تجد #الرافضة يطعنون في ابن تيمية فذلك بسبب كتاب الرد على أهل كسروان الرافضية ..

عندما تجد غلاة #الصوفية يطعنون في ابن تيمية فذلك بسبب كتاب الرد على كتاب الاستغاثة ، والمناظرة مع شيخ الطريقة الرفاعية

عندما تجد #الجهميين #والإباضيين يطعنون في ابن تيمية فذلك ..

بسبب كتاب تلبيس الجهمية في الرد على تأسيس بدعهم الكلامية

ومن يكره رسول الله ويشتم ال بيته واصحابة وعرض رسول الله تجد #كتاب_الصارم_المسلول على شاتم الرسول

👈عندما تجد غلاة الأشاعرة يكفرون ابن تيمية ، فذلك بسبب تصديه لهم ، وتعريته لمتناقضاتهم العقدية ..

👈عندما تجد الشيوخ الكيوت يطعنون في ابن تيمية فذلك بسبب سلامة منهجيته ، وقوة تعظيمه للشريعة ، ومواقفه الشجاعة من السلطان ، وشدة بأسه على أهل الهوى والبدع والطغيان ..

👈صنف ابن تيمية أكثر من ثلاث مائة مجلد ..

وأشهر طلابه.. ابن القيم ابن كثير والمقدسي والذهبي والمزي و و و…

👈هل فهمتم لما يهاجم ابن تيمية على كل الأصعدة ؟!!

👈رحم الله إماما أتعب الفاسدين حيا وميتا في كل حين ..

انظر المنشور على الرابط https://www.facebook.com/100045603563554/posts/154926842704100/

السابق
تعليقا على مناظِري بالأمس (منشورة سابقا)
التالي
مجلس ختم سنن أبي داود على المسنِد الشيخ محمد ياسين الفاداني