مقالات في التجسيم

-حكم المجسمة في المذهب الحنفي:

-حكم المجسمة في المذهب الحنفي:

قرر الحنفية أن البدعة في الاعتقاد بعضها كفر وبعضها فسق وليس بكفر ومع عدم كونه كفرا فهو أكبر من كل كبيرة في العمل ومن نصوصهم في هذا التقسيم قول العلامة البركوي في الطريقة المحمدية والبدعة في الاعتقاد هي المتبادر من إطلاق البدعة والمبتدع والهوى وأهل الأهواء فبعضها كفر وبعضها ليست به ولكنها أكبر من كل كبيرة في العمل حتى القتل والزنا وليس فوقها إلا الكفر انتهى.

ومثَّل الحنفية للبدعة المكفرة بقول إن الله تعالى جسم كالأجسام أو أن الله تعالى جسم هكذا بالإطلاق ومن نصوصهم في ذلك قول صاحب تنوير الأبصار في من تكره إمامته ومبتدع لا يكفر بها وإن كف.ر بها فلا يصح الاقتداء به أصلا.

قال الحصفكي رحمه الله في الدر المختار: قوله كفر بها كقوله إن الله تعالى جسم كالأجسام.

قال ابن عابدين في حاشيته النفيسة رد المحتار وكذا لو لم يقل كالأجسام وأما لو قال لا كالأجسام فلا يكفر لأنه ليس فيه إلا إطلاق لفظ الجسم الموهم للنقص فرفعه بقوله لا كالأجسام فلم يبق إلا مجرد الإطلاق وذلك معصية انتهى.

•فتلخيص أن مذهب الحنفية رحمهم الله كالتالي:

١-من قال أن الله جسم كالأجسام التي تتركب من الأجزاء وكان لها طول وعرض وعمق فهذا صاحب بدعة مكفرة.

٢-ومن قال أن الله تعالى جسم وسكت فهذا صاحب بدعة مكفرة لأن إطلاق الجسم نقص والله منزه عن النقص.

٣-من قال أن الله تعالى جسم لا كالأجسام فهذا صاحب بدعة غير مكفرة لأنه ليس فيه إلا إطلاق لفظة الجسم عليه وهو موهم للنقص فرفعه بقوله لا كالاجسام التي تتركب من الأجزاء وكان لها طول وعرض وعمق فهذا مبتدع لتلفظه بما لم يرد به الشرع ولإيهامه الجسم المنفي وليس بكا.فر لأنه حينئذ يكون بمعنى الذات أو النفس أو الشيء وإطلاقها عليه تعالى جائز. وهذا إنما لا يكون كفرا إذا لم يثبت شيئا من خواص الجسم 👈كالحيز والجهة وإلا فكفر أيضا.

ومن هذا تستطيع أن تفهم متى يكون إطلاق لفظ جسم لا كالأجسام ليس كفرا ومتى يكون كفرا.

فمن أطلق على الله لفظ الجسم دون حقيقته ولوازمه فهو عنده بمعنى الموجود والقائم بنفسه ولا يريد البتة ما يمكن فرض الأبعاد فيه فهذا مبتدع بدعة مفسقة ولا يكفر لأنه يتلفظ بما لم يرد به الشرع وإنما لم نكف.ره لوجود شبهة تمنع كفره.

أما إذا قال إن الله جسم بمعنى أنه يمكن فرض الأبعاد فيه وأن له مدارا وحدا وغاية ونهاية وجرما وكثافة وما أشبه ذلك من لوازم الجسمية فهو صاحب بدعة مكفرة وإن قال لا كالأجسام لأن هذا النفي لا يفيده شيئا بعد إثبات لوازم الجسمية فافهمه لا تكن من الغافلين.

📚مجموعة رسائل / إجابة عن حكم المجسمة عند أئمة الدين لمحمد أحمد عاموه

https://www.facebook.com/groups/2506640602725488/posts/4524281014294760/

السابق
ليس الشرك عبادة الأصنام فحسب
التالي
التناقضات الجلية في حكم المولد عند الوهابية والسلفية!!!