مناظرات وردود على الوهابية

تعليقا على مناظِري بالأمس (منشورة سابقا)

تعليقا على مناظِري بالأمس

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/3009056855874983/

يا أخي الكريم علّق في حدود ما يتعلق بالمنشور أعلاه … فلا يفهم … ولذلك يعلّق بذكر الباب أو الكتاب كله الذي ينضوي المنشور تحته وفي تعليق واحد .. بالقص واللصق طبعا .. كما حدث مع مناظري بالأمس، حيث كان منشوري يناقش أثرا لابن عباس يسشهدون به على نظرية تقسيم التوحيد، فراح يعلق الخصم بالكلام على النظرية ككل بصفحة أو صفحتين، وليس فيهما كلمة عن الأثر الذي أناقشه في المنشور[1]!! والطريف أنه يظن أنه بهاتين الصفحتين قد أفحمني ولا يدري أني كتبت ألفين وخمسمائة صحيفة في القسم النظري من تقسيم التوحيد عند ابن تيمية !!!

يا أخي الفاضل أرجوك ناقشني في مسألة بعينها أنت تختارها وليس أنا … وناقشني فيها دون أن تقفز إلى غيرها حتى ننتهي منها ولو جلسنا فيها مائة سنة…!!! ولكن لا يعي هذا فلذلك يقفز إلى مائة مسألة ثم يعود إلى الأولى وهكذا!! كما حدث معي مرارا في مناقشة كثير من الوهابية، آخرها ذلك الذي علق منذ أيام بحكم الطرب على بحثي في الطلاق الثلاث[2]، بل كما حدث بالأمس حيث علق مناظري بحكم اللحية – أو بالأحرى على شكل لحيتي – تحت منشور أجنبي عنها [3]!!!!!

يا أخي العزيز ناظرني في دليل واحد فقط.. أنت تختاره … ولكن دون أن تقفز إلى غيره حتى ننتهي منه ولو بقينا فيه إلى يوم الدين … فلا يستوعب ذلك .. فلذلك تراه يترك الدليل الذي ناقشته في المنشور ويأتي بأدلة أخرى إما سيأتي مناقشتي لها أو ناقشتها فعلا في منشورات أخرى .. وهذا مثال على ذلك[4].

فإذا أنت لا تفهم عبارة بسيطة مثل: علّق في حدود المنشور، أو: لا تقفزْ من مسألة إلى أخرى حتى نُنهي الأولى، ولا من دليل إلى آخر حتى ننتهي الأولَ …!! فكيف تأتي لتناظر الآخرين في مسائل أخرى أنت لا تفهم ما هو أبسط منها بكثير !!!!

والأهم من ذلك أنك لا تعلم: أن المناظرة معك انتهت بهزيمتك قبل أن تبدأ، وذلك لأنك بمجرد أن تعلّق بما هو خارج عن حدود المنشور فهذا يعني أنك مسلّم بمحتواه وإلا لما علقت بما هو خارج عنه.. وأيضا بمجرد أن تقفز من مسألة أولى إلى مسألة ثانية فهذا يعني أنك مسلّم بضعف مذهبك في المسألة الأولى وضعف أدلتك فيها وإلا لما قفزت إلى غيرها … وأيضا بمجرد أن تقفز من دليل إلى آخر فهذا يعني أنك مسلّم بضعف الدليل الذي تقفز منه إلى آخر وإلا لما قفزت منه.. أي أنك حينما تقفز بين مائة مسألة ومائة دليل فهذا يعني أنك مسلّم بضعف مذهبك في المائة مسألة وفي المائة دليل جميعا … وبالتالي فما الحاجة لمناظرتك في شيء أنت تسلّم بضعفه …!!

وأما إن كنتَ غير مسلّم بذلك إذن فاثبُت على النقاش والمناظرة في مسألة بعينها وفي دليل بعينه أنت اختره بنفسه ولكن بعد أن تختاره لا خيار لك في القفز منه إلى أمر آخر إلا إن سلّمتُ لك أو سلّمتَ لي فيه، ثم ننتقل إلى مسألة أخرى أو دليل آخر أو إلى ما تشاء، وإلا فإن كنتَ ستبقى تقفز من مسألة إلى أخرى ومن دليل إلى آخر دون أن ننهي الكلام فيما بدأنا به فهذا يعني أن ستقفز إلى كل المسائل والأدلة الأخرى ثم تعود في المجلس نفسه إلى المسألة الأولى والدليل الأول الذي كنتَ قد قفزت منه ثم ستقفز منه مرة أخرى وهكذا دواليك، أي سندور في حلقة مفرغة… وهذا أصلا ما يريدونه ولكن هيهات أن أسمح لهم بذلك ولا سمح العلماء أصلا لابن تيمية – رحمه الله – بذلك حينما ناظروه، فالصفي الهندي حينما ناظره و”شرع يقرر أخذ ابنُ تيمية يعجل عليه على عادته، ويخرج من شيء إلى شيء، فقال له الهندي ما أراك يا ابن تيمية إلا كالعصفور حيث أردت أن أقبضه من مكان فر إلى مكان آخر “[5].

طبعا هم إنما يقفزون من مسألة إلى أخرى ومن دليل إلى آخر لضعف حجتهم فيردون التغطية على ذلك بهذه القفزات البهلوانية، وهذا ما أدركته في مناظراتي معهم حيث بمجرد أن أبيّن لهم ضعف دليلهم يقفزون إلى غيره فإذا بينت لهم ضعفه هو الآخر انتقلوا إلى ثالث وهكذا إلى أن يغيروا المسألة برمتها فإذا بينت لهم ضعف أدلتها انتقلوا إلى أخرى … وهكذا ثم يعودون ليطرحوا دليلهم الأول مرة ثانية ثم يقفزون منه وهكذا. فكونوا منتبهين لآلاعيبهم هذه ولا تقعوا في مفخخاتهم.

وحاصل ما سبق هو عبارة واحدة – أرجوا ممن يناظرني من الوهابية أن يفهمها – وهي “لا تعلق إلا في حدود المنشور، ولا تناظرني إلا في مسألة بعينها ودليل بعين دون أن تقفز إلى أمر آخر حتى أسلّم لك أو تسلّم لي” .. وأنا أتحدى الوهابية جميعا أن يفهموا هذه العبارة ويطبقوها، وأنا أطمح الآن أن أجد أحدا منهم يفهم هذه العبارة ويطبقها معي حتى ولو غلبني بحجته إن استطاع…!!

وقد قلت في منشور سابق ” لا تتعبوا أنفسكم ولا تضيّعوا أوقاتكم بالجدل العقيم مع الوهابية، فقد ناظرتهم لسنوات وخبرتهم ولم أجد فيهم من يعقل الخطاب أصلا إلا ما ندر، تتكلم معه من الشرق يتكلم معك من الغرب، ولا أريد أن أضرب أمثلة”[6]… وما حدث بالأمس كما في الروابط أدناه هو أبسط مثال على أن هؤلاء لا يفهمون أبسط أنواع الخطاب .. فقد حاولت أن أوضح لمناظري ما معنى أن لا يقفز في المناظرة فلم يفهم فلذلك ففصلته.

فإذا كانت عبارة بسيطة لا تفهمها ـ مثل عبارة: لا تقفز من مسألة إلى أخرى ـ أفتناقشني في مسألة تحار فيه العقول كمسألة قدم العالم النوعي عند ابن تيمية وقوله بحوادث لا أول لها ؟!!! وهذا بشهادة الألباني نفسه حيث أقر بأن ما تكلمه ابن تيمية في هذه المسألة كلام معقد وفلسفي تحار فيه العقول وفوق ذلك هو من صلب علم الكلام الذي حذر منه، حيث قال الألباني عن ابن تيمية بأنه: “جاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول، ولا تقبله أكثر القلوب … يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له … فذلك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا الحديث، وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج، لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير منه”[7].

وإن كنتم أيها الإخوة الأفاضل في شك من أن هؤلاء لا يفهمون عبارات بسيطة كالتي ذكرنا فخذوا أي منشور من هذه المجموعة أرد فيه على ابن تيمية وأتباعه في مسألة معينة أو دليل معين – وللتسهيل قد جمعت روابطها في منشور واحد[8] – ثم أرسلوا رابط المنشور إلى أحد الوهابية وقل له ليرد عليه .. وحينها فانظروا كيف سينتقل إلى مناقشة دليل آخر أو ينتتقل إلى مسألة آخرى … هذا في أحسن الأحوال … وإلا فهو غالبا سيسب ويشتم صاحب المنشور ويسخر منه ويعجب كل يجرؤ بالرد على معصومهم “شيخ الإسلام” .. هذا إن لم يضللني أو حتى يكفرني … وربما يفاجئك أكثر فيعلق على شكل لحيتي كما صاحبي بالأمس، أو يعلّق على المكان الذي أنا فيه في صورتي الشخصية على صفحتي “أي على البروفايل” كما فعل المعلق على بحثي في الطلاق الثلاث!!

وهذا أنا أصلا جربته ليس فقط من خلال مناظراتي معهم فحسب، بل حين انتسبت أيضا إلى ملتقى أهل الحديث، وهذه التجربة تحدثت عليها في منشور قديم قلت فيه ” حين دخلت إلى ملتقى أهل الحديث لأطرح عليهم بعض الأسئلة كنت أخشى أن ألقى إجابات مفحمة عن أسئلتي …. وإذ أفاجأ أنهم لم يفهموا سؤالي أصلا … فالسؤال يكون مشرّقا فيأتي الجواب مغرّبا … مع أني بذلت جهدا كبيرا لأفهمهم السؤال بشتى العبارات….ولكن دون جدوى … فعلمت حينها مستوى عقلية هؤلاء وكيف ينشرون مذهبهم بين كثير من البسطاء والسذج!!!”[9].

وقلت في منشور آخر ” هؤلاء الذين في ملتقى أهل الحديث وغيرهم من الوهابية قاطبة حين تسألهم سؤالا فورا يهرعون إلى كتب ابن تيمية ثم يَقصون ويلصقون لك الجواب ….. فلما واجهتهم بأسئلتي ولم يجدوا لها جوابا في كتب ابن تيمية ولا حتى في كتب أصحابه …. حاروا وهاجوا وماجوا مني غضبا ففصلوني “[10].

وإن حدث فعلا أنك أرسلتَ منشورا من منشوراتي إلى أحدهم فأخذ يرد على عين ما في المنشور فهذا عبقري من بينهم .. فأرسله من فضلك إلي لأناقشه فهذا فعلا يستحق المناقشة أو دلني عليه مشكورا فهو الذي أبحث عنه، وأنا شخصيا لم أصادف منهم أحدا سوى شخص واحد تقريبا وهو المدعو أبو رقية الذي ناظرته في حديث الجارية فانقطع[11]. وقد ذكرت المزيد حول دعوتي لهم للمناظرة وشروطي في ذلك في منشور آخر[12].

ملاحظة: المرة القادمة من يريد أن يناظرني هنا في هذه المجموعة أو في أي مكان فيعلق بما هو خارج عن حدود المنشور أو يقفز من مسألة إلى أخرى ومن دليل إلى آخر فلن أعلق إلا برابط هذا المنشور فقط، فإذا فهمه كان بها، وإلا ـ وهذا هو الأغلب ـ فسوف أفصله إن كانت المناظرة هنا في المجموعة؛ لأني ـ ببساطة ـ لست مستعدا أن أضيّع وقتي لأشرح له ما لا يحتاج إلى شرح مثل جملة “علّق في حدود المنشور، ولا تقفز من مسألة أو دليل إلى أمر آخر” بل هذا يحتاج أن يدخل دورة لغة عربية مبسطة يبدأ فيها من الصفر أي من الحروف الهجائية أ ب ت … حتى نعلم أين مشكلته بالضبط، يعني لماذا لا يفهم، إلا إذا كان لا يريد أن يفهم أصلا فهذا متعنت لا يُناظر أصلا..؟!! أما إن صار فعلا يفهم الخطاب ويريد أن يفهم فتعال ناظرني أهلا وسهلا ولكن دون قفز ودون نط!!! والسلام .. والله الموفق

——————————–

[1] انظر التعليق على هذا المنشور:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/3001754953271840/

[2] انظر:

[3] انظر:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/2974942619286407/

[4] انظر مثلا التعليق على هذا المنشور:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/

[5] جاء في ترجمة الإمام صفي الدين الهندي في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (9/ 163): ولما وقع من ابن تيمية في المسألة الحموية ما وقع وعقد له المجلس بدار السعادة بين يدي الأمير تنكز وجمعت العلماء أشاروا بأن الشيخ الهندي يحضر فحضر، وكان الهندي طويل النفس في التقرير إذا شرع في وجه يقرره لا يدع شبهة ولا اعتراضا إلا قد أشار إليه في التقرير بحيث لا يتم التقرير إلا وقد بعد على المعترض مقاومته فلما شرع يقرر أخذ ابن تيمية يعجل عليه على عادته، ويخرج من شيء إلى شيء، فقال له الهندي ما أراك يا ابن تيمية إلا كالعصفور حيث أردت أن أقبضه من مكان فر إلى مكان آخر. اهـ

[6] https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/2904344186346251/

[7] سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (1/ 258)

[8] انظرها في التعليق على هذا المنشور:

[9] انظر:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/1020844124696276/

[10] انظر:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/1020886954691993/

[11] انظر:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/813357705444920/

[12] انظر:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/2574851812628825/

السابق
الجواب عن شبهة أن الأخطل نصراني فكيف تستدلون بشعره (للأخ الفاضل عمر بلبادي)
التالي
سألني بعض الإخوة الفضلاء صباحا عن رأيي في هذ المنشور أدناه فقلت جوابا عنه.. (تقديس بعض الوهابية لابن تيمية واستثناؤهم له من عبارة “كل يؤخذ ويرد عليه..” وخلطهم بين تلامذته)