كتب حديثة النشر

بعض الإصدارات الحنبلية الجديدة، منها: إرشاد أولي النهى، وهداية الراغب، والتنقيح المشبع، وحاشية أبا بطين على شرح المنتهى (الشيخ محمد عبد الوحد)

اشتريت في معرض الكتاب الحالي بعض الإصدارات الحنبلية الجديدة، منها:
إرشاد أولي النهى، وهداية الراغب، والتنقيح المشبع، وحاشية أبا بطين على شرح المنتهى.
١- فأما الإرشاد: فكان بحاجة ماسة إلى إعادة تحقيق، وقد اعتمد المحقق نسخا جيدة، ولم أجرد الكتاب في هذا التحقيق بعد، وأرجو أن يكون في تحقيقه النفع والكفاية، وإن كان قد فاته بعض النسخ المهمة والتقريرات التي لا يستغنى عنها، كما يعرف ذلك المشتغلون بكتب المذهب المخطوطة، ومنها تقريرات نفيسة للخلوتي على نسختين، نشر ما في إحداها بعض الإخوة، وبقيت واحدة فيها تقريرات مطولة نفيسة لم تنشر بعد ولا أشار إليها أحد فيما أعلم!
٢- وأما التنقيح المشبع: فالعمل عليه جيد، والنسخ المعتمدة عالية، وجهد المحقق في العمل ظاهر، جزاه الله خيرا، وهو مما ينصح باقتنائه.
٣- وأما هداية الراغب: فكذلك، اعتمد المحقق نسخا مهمة، وعمله جيد.
والثلاثة طبعتها دار ركائز.
٤- وأما حاشية أبا بطين على شرح المنتهى:
فقد ترك المحقق نسخا مهمة عليها هوامش كثيرة جدا لأبا بطين، واعتمد ثلاث نسخ فقط، مع توفر نسخ أخرى حتى على النت!
والعجيب أن هناك نسخة لابن مانع عليها خط أبا بطين وحواش مهمة له، وتعليقات عالية في غاية الأهمية لابن فيروز، ووقف عليها المحقق ولم يعتمدها، ولم ينقل ما فيها!
والعجب أيضا: أن للحنابلة تعليقات كثيرة على شرح المنتهى -كابن عايض وإبراهيم النجدي وابن فيروز والعتيلي وغيرهم من الحنابلة الذين هم على جادة المذهب-، وتعليقاتهم في كثير منها أهم وأنفس من تعليقات أبا بطين، لكنها لم تطبع، فيزعم من لا يعلم أن الوهابية هم من خدم الكتب المعتمدة بالحواشي!!
بل للخلوتي وعثمان حواش وتقريرات لم تطبع فيما طبع من حواشيهما، وفيها فوائد مهمة جدا.
نعم لأبا بطين حواش وتقريرات مفيدة، لكن ليست حاشيته المطبوعة أهم من بقية الحواشي على المنتهى مطبوعها ومخطوطها، بل رتبتها في تلك الحواشي: وسط على أحسن تقدير.
فكان ينبغي -على الأقل- ضم غيرها إليها؛ ليحصل النفع وتكون الخدمة كما ينبغي، خصوصا مع هذا العدد الضخم من المجلدات!
وهناك ملحوظة أخرى، وهو الحجم المبالغ فيه للحاشية المطبوعة.
فالحاشية لو جردت تخرج في مجلد واحد؛ فإذا بها تطبع مع الشرح في عشرة!
وهذا نفخ مبالغ فيه جدا؛ وأنت ترى الخط كبيرا، والصفحة قد تحوي من الحاشية نصف سطر، أو سطرا، أو سطرين أحيانا، وصفحات كثيرة تخلو من أي تعليق!
فلماذا هذه المبالغة الشديدة في المجلدات، مما يثقل جيب طالب العلم ويأخذ مكانا كبيرا في مكتبته؟!
والكتاب يباع في المعرض بألف ومائة جنيه.
والخلاصة: أن من ليس ذا ملاءة فلا يشتر هذه الطبعة، وليوجه ماله لما هو أنفع، وسيحصل هذه التعليقات بسهولة من النسخ الخطية التي على الشبكة.
والمليء الذي له عناية بالاستقصاء التام: يمكن أن يشتريها.
لكن سيحتاج إلى تتبع النسخ الخطية لتكمل له نقصَ هذه الطبعة حتى في حواشي أبا بطين نفسه!

السابق
تقرير العلامة محمد العربي التباني حول مادة كتاب “الرد الوافر على من زعم بأن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام: كافر” والذي حاول مؤلفه الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (ت: 842هج) الرد بطريقته على العلامة العلاء البخاري (ت: 841هج).. (منقول)
التالي
وفاة العالم المجاهد المفسّر المربّي صلاح عبد الفتاح الخالدي (منقول)