مقالات قيمة في الرد على الوهابية

بحث قيم حول صفة العين لله

هو من رسالة دكتوراة بعنوان “جهود الإمام الطبري في الصفات الخبرية مقارنة بجهود السلفية المعاصرة” مقدمة من الباحث محسن عبد الواحد سيد أحمد، وفيها ما يلي:

‘‘‘‘المبحث الرابع:مسألة العين وموقف الإمام الطبري منها:

وردت آيات كريمة تضيف العين إلى الله ـ تعالى ـ، وذلك من نحو قوله ـ تعالى ـ: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} طه: 39، وقوله ـ جل شأنه ـ: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} هود: 37، وقوله – عز وجل -: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} الطور: 48.

وقد انقسم العلماء بإزاء هذه المسألة: فمنهم من أثبت العين صفة لله – عز وجل -، ومنهم من صرفها عن ظاهرها اللغوي إلى معان مجازية يحتملها السياق اللغوي.

أ ـ إثبات العين صفة لله – عز وجل -ذهب قوم إلى إثبات العين صفة لله ـ عز وجل ـ، فحملوا النصوص التي ورد فيها ذكر العين على ظاهرها، ومن هؤلاء:

1ـ ابن خُزيمة؛ حيث ذهب إلى أن من الواجب على كل مؤمن أن يثبت لخالقه وبارئه ما أثبته لنفسه من العين، وغير مؤمن ـ عنده ـ من ينفي عن الله – عز وجل – ما قد أثبته لنفسه في كتابه (1).

2ـ والإثبات في هذه المسألة ـ أيضًا ـ هو مذهب الإمام الأشعري في الإبانة , يقول في ذلك: ” أخبر تعالى أن له وجهًا، وعينًا، ولا يُكيَّف، ولا يُحد ” (2).

3ـ هبة الله بن الحسن اللالكائي حيث ذهب إلى إثبات العين صفة لله – عز وجل – فقال: ” سياق ما دل من كتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أن من صفات الله – عز وجل – الوجه والعينين واليدين ” (3).

__________

(1) راجع: التوحيد وإثبات صفات الرب لابن خزيمة؛ تحقيق د. عبد العزيز الشهوان 1/ 97.

(2) الإبانة عن أصول الديانة: أبو الحسن الأشعري ص 124 ـ دار البصيرة: الإسكندرية ـ ط1, 1413هـ / 1992م.

(3) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة: هبة الله اللالكائي؛ تحقيق د/ أحمد سعد حمدان 3/ 412 – ط دار طيبة: الرياض 1402هـ.

*********************

4ـ وممن ذهب إلى الإثبات في هذه المسألة: الإمام البيهقي؛ حيث قال: ” باب ذكر آيات وأخبار وردت في إثبات صفة الوجه واليدين والعين، وهذه صفات طريق إثباتها: السمع، فنثبتها لورود خبر الصادق بها، ولا نكيفها. وقال الله – عز وجل -: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} طه: 39،وقال: … {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} الطور: 48 ” (1). وقال أيضًا: ” باب ما جاء في إثبات العين صفة، لا من حيث الحدقة ” (2).

وقد توسع الإمام ابن القيم في هذه المسألة فأثبت لله – عز وجل – عينين، لا عينًا واحدة؛ مخافة أن يكون إثبات العين الواحدة هو العور ـ في ظنه ـ وهذا نقص والله ـ تعالى ـ منزه عن النقائص ” وقد نطق القرآن و السنة بذكر اليد مضافة إليه ـ سبحانه ـ مفردةً ومثناةً ومجموعةً، ونطق القرآن بلفظ العين مفردًا ومجموعًا، ونطقت السنة بإضافة العين إليه ـ تعالى ـ مثناةً، كما قال عطاء عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد إذا قام في الصلاة قام بين عيني الرحمن، فإذا التفت قال له ربه: إلى من تلتفت؟ إلى خير مني؟!) (3).

وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن ربكم ليس بأعور) (4) صريح في أنه ليس المراد إثبات عين واحدة، فإن ذلك عور ظاهر تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا ” (5).

__________

(1) الاعتقاد على مذهب أهل السنة والجماعة للإمام البيهقي ص 35: 36 باختصار.

(2) الأسماء والصفات للبيهقي بتعليق الكوثري (ص 296).

(3) هذا الحديث ذكره العقيلي في الضعفاء 1/ 259عند ترجمة إبراهيم بن يزيد الخوزي، والحديث ضعيف لضعف الخوزي، انظر مجمع الزوائد 2/ 82.

(4) الحديث في البخاري، كتاب التوحيد، باب 17 (قول الله تعالى: ولتصنع على عيني) برقم (6972)، مسلم، كتاب الفتن، باب 95 (ذكر ابن صياد) مسلم بشرح النووي 18/ 53.

(5) الصواعق المرسلة: ابن القيم 1/ 256: 259 بتصرف، تحقيق الدخيل الله – دار العاصمة: الرياض- ط3 , 1418هـ / 1998م.

*******************

وما ورد في حديث البخاري السالف الذكر – من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن ربكم ليس بأعور) – لا يعني بالضرورة إثبات عينين لله – عز وجل – كما ذهب إلى ذلك بعض أهل العلم ـ وإنما هو من قبيل أنه لا يجوز عليه النقص – سبحانه -.

قال ابن الجوزي: ” قال العلماء: إنما أراد تحقيق وصفه بأنه لا يجوز عليه النقص، والعور نقص، ولم يرد إثبات جارحة؛ بأنه لا مدح في إثبات الجارحة. قال ابن عقيل: يحسب بعض الجهلة أنه لما نفى العور عن الله – عز وجل -، أثبت من دليل الخطاب أنه ذو عينين، وهذا بعيد من الفهم، إنما نفى عنه العور من حيث نفي النقائص، كأنه قال: ربكم ليس بذي جوارح تتسلط عليه النقائص، وهذا مثل نفي الولد عنه , لأنه يستحيل عليه التجزئ ” (1).

وقد ذهب الشيخ أبو الفضل الغماري إلى أن قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن ربكم ليس بأعور) ليس فيه إثبات للعينين، فمن أين أتى المثبتون ـ إذًا ـ بهذا الإثبات للعينين؟! ” وهذا غلط واضح، فإن الصفات لله ـ تعالى ـ لا تثبت إلا بلفظ صريح في حديث صحيح، وقد جاء في القرآن إثبات (أي إضافة) العين لله مفردة كقوله ـ تعالى ـ: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} طه: 39، ومجموعة كقوله سبحانه: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} الطور: 48، {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} هود:37، {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} القمر: 14.وهذا يدل على أن نسبة العين إلى الله معناه صفة البصر، أو الحفظ والكلاءة.قال ابن حزم: ” لا يجوز لأحد أن يصف الله – عز وجل – بأن له عينين لأن النص لم يأت بذلك ” (2).

ب ـ تأويل لفظ العينتأويل لفظة العين الواردة في النصوص على معنًى يحتمله السياق اللغوي.

__________

(1) دفع شبه التشبيه بحاشية السقاف لابن الجوزي 263: 264.

(2) المصدر السابق ص 263 بتصرف يسير.

********************

قال الإمام البيهقي: ” ومن أصحابنا من حمل العين المذكورة في الكتاب على الرؤية، وقال: قوله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} معناه بمرأىً مني، وقوله: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} أي بمرأىً منا، وكذلك قوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} ” (1).وسيأتي لهذا المذهب مزيد بيان، إذ هو المعوَّل عليه عند الإمام الطبري ـ في تأويله لهذه الآيات ـ وعند كثير من المفسرين.

قول الإمام الطبري في مسألة العين:

جاء تناول الإمام الطبري لهذه المسألة من خلال تفسيره للآيات التي ورد فيها ذكر العين، ومن ذلك قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} هود: 37 حيث قال في تفسيره لها: ” وقوله: بأعيننا، يقول بعين الله ووحيه كما يأمرك ” (2). ثم روى عن مجاهد:” {بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} أي كما نأمرك، وعن ابن عباس: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} قال: بعين الله، وعن قتادة ـ أيضًا ـ قال بعين الله ووحيه ” (3).

ورغم أن الطبري ـ رحمه الله ـ ههنا قد أثبت الآية على ظاهرها، إلا أنه لم يبين ماهية العين التي أضافها إلى الله – عز وجل، وما إذا كانت صفة لله – عز وجل -، لكن ما أجمله في هذه الآية قد فصله في نظائرها من نحو قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} المؤمنون: 27 وهناك أبان عن مقصده حيث قال: ” قوله: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} يقول: فقلنا له حين استنصرنا على كفرة قومه: اصنع الفلك ـ وهي السفينة ـ بأعيننا، يقول بمرأىً منا ومنظر، ووحينا، يقول: وبتعليمنا إياك صنعتها ” (4).

__________

(1) الأسماء والصفات للبيهقي بحاشية الكوثري ص 297.

(2) جامع البيان عن تأويل آي القرآن 7/ 39 – دار الغد العربي.

(3) نفس المصدر والصفحة بتصرف.

(4) نفس المصدر 9/ 232.

***************************

أما آية طه وهي قوله ـ تعالى ـ: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} طه: 39، فقد أورد الطبري فيها قولين: أحدهما: تأويل العين بالمحبة والإرادة، يقول في ذلك: ” اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، فقال بعضهم معناه: ولتغذى وتربى على محبتي وإرادتي “.

ثانيهما: حكاه الطبري بقوله:”وقال آخرون: بل معنى ذلك: وأنت بعيني في أحوالك كلها “.ثم رجح الطبري ما رآه أَوْلى بالصواب من هذين التأويلين فقال: ” وإذا كان ذلك كذلك، فأَوْلى التأويلين به: التأويل الذي تأوله قتادة، وهو: وألقيت عليك محبة مني، ولتغذى على عيني، وألقيت عليك المحبة مني، وعنى بقوله (على عيني): بمرأىً مني ومحبة وإرادة ” (1).

وكما أوَّل الطبري العين في هذا الموضع، وجدناه ـ أيضًا ـ مؤولًا لها في قوله تعالى: … {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} الطور: 48 حيث قال هناك: ” يقول ـ تعالى ذكره ـ لنبيه صلى الله عليه وسلم: واصبر لحكم ربك يا محمد الذي حكم به عليك وامض لأمره ونهيه، وبلغ رسالاته، فإنك بأعيننا.يقول ـ جل ثناؤه ـ: فإنك بمرأىً منا نراك ونرى عملك، ونحن نحوطك ونحفظك، فلا يصل إليك من أرادك بسوء من المشركين ” (2).وبمثل ما تأول به هذه الآية: تأول كذلك آية القمر، وهي قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} القمر: 14 حيث قال:” يقول ـ جل ثناؤه ـ: تجري السفينة التي حملنا نوحًا فيها بمرأىً منا ومنظر، وذُكر عن سفيان في تأويل ذلك ما حدثنا به ابن حميد، قال: ثنا مهران عن سفيان في قوله: … {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} يقول: بأمرنا ” (3).

وهذه التأويلات الواردة في كلام الطبري للعين أوضح من أن تحتاج إلى تفسير، وأصرح من أن تحتاج إلى بيان.

__________

(1) نفس المصدر 8/ 457 باختصار.

(2) نفس المصدر 11/ 540.

(3) التفسير 11/ 600 وهذه الرواية عن سفيان ضعيفة لضعف محمد بن حميد الرازي كما سبق.

*******************************

أقوال بعض المفسرين في العين المضافة لله – عز وجل -:

1ـ الإمام الجصاص: حيث ذهب في تفسير قوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} إلى ما ذهب إليه الإمام الطبري من تأويلها , ونقل في ذلك قول قتادة: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} أي ولتغذى على محبتي وإرادتي ” (1).

2ـ وقال الإمام ابن الجوزي في تفسير قوله تعالى: {عَلَى عَيْنِي}: ” قال أبو عبيدة على ما أريد وأحب، قال ابن الأنباري: هو من قول العرب: غذى فلان على عيني، أي على المحبة مني ” (2).

3ـ وقال الإمام القرطبي: ” {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} أي بحفظي وحراستي ” (3).

4ـ أما الإمام ابن كثير فقد وافق الطبري ـ أيضًا ـ فيما ذهب إليه حيث قال عند تفسيره لآية هود:” {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ} أي: السفينة، {بِأَعْيُنِنَا} أي بمرأىً منا ” (4).

وقال في آية الطور: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} أي:” اصبر على أذاهم ولا تبالهم، فإنك بمرأىً منا وتحت كلاءتنا، والله يعصمك من الناس ” (5). وفي قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} قال:” أي بأمرنا، بمرأىً منا وتحت حفظنا وكلاءتنا ” (6).

__________

(1) أحكام القرآن: الجصاص؛ تحقيق محمد الصادق قمحاوي 5/ 52 – ط دار إحياء التراث العربي: بيروت بتصرف.

(2) زاد المسير في علم التفسير: أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي5/ 274 – ط المكتب الإسلامي: بيروت، 1404هـ.

(3) تفسير القرطبي 9/ 69.

(4) عمدة التفسير 2/ 228.

(5) المصدر السابق 3/ 347 ـ 348.(6) نفس المصدر 3/ 362.

*************************

5 – الإمام الشوكاني: فقد ذهب إلى تأويل قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} هود: 37 وأورد تأويلات عدة للعين فقال في ذلك: ” {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} أي: اعمل السفينة متلبسًا بأعيننا، أي بمرأىً منا، والمراد بحراستنا لك وحفظنا لك، وعبر عن ذلك بالأعين لأنها آلة الرؤية، والرؤية هي التي تكون بها الحراسة والحفظ في الغالب، وجمع الأعين للتعظيم لا للتكثير , وقيل: المعنى {بِأَعْيُنِنَا}: أي بأعين ملائكتنا الذين جعلناهم عيونًا على حفظك، وقيل {بِأَعْيُنِنَا}: بعلمنا، وقيل: بأمرنا ” (1).

وعلى نحو ما أوَّل الشوكاني في آية هود فقد أوَّل في آية طه حيث قال: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} أي: ولتربى وتغذى بمرأىً مني، يقال صنع الرجل جاريته: إذا رباها … وتفسير {عَلَى عَيْنِي}: بمرأىً مني صحيح.قال النحاس: وذلك معروف في اللغة، ولكن لا يكون في هذا تخصيص لموسى، فإن جميع الأشياء بمرأىً من الله، وقال أبو عبيدة وابن الأنباري: إن المعنى: التغذي على محبتي وإرادتي، تقول: أتخذ الأشياء على عيني، أي على محبتي، قال ابن الأنباري: العين في هذه الآية يقصد بها: مصدر الإرادة والاختيار، من قول العرب: غدا فلان على عيني: أي على المحبة مني ” (2).’’’’’’’ انتهى بتمامه بحث د.محسن عبد الواحد.قال وليد: ولعلنا نرجع إلى هذا الموضوع بتفصيل أكثر بعون الله؛ والله الموفق.

ـــــــــــــــــــــــ

(1) فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير 2/ 509: 510.

(2) المصدر السابق 3/ 366: 367 بتصرف يسير.

السابق
حكم صوم شهر رجب أو أياما من شهر رجب (كتبه الدكتور منصور حجازي)
التالي
مشاهد مع سيدنا الشيخ أحمد طه ريان، رحمه الله (منقول من قناة أحمد الدمنهوري على التلغرام)