المولد النبوي الشريف

المولد والبدعة بين العبادة المقيدة والعبادة المطلقة..(منقول)

المولد والبدعة بين العبادة المقيدة والعبادة المطلقة..

العبادة نوعان:
1-عبادة مقيدة بعدد أو كيفية أو كلاهما معا..
وفي العبادة المقيدة لا بد من الالتزام بالتقييد الذي ورد به الشرع، مثالها الصلوات الخمس وصلاة العيدين وصلاة الجنازة والحج والعمرة .
والتقييد إما أن يكون بزمان كالحج في أشهر الحج..أو يكون بمكان كالحج والعمرة في مكة..أو يكون كيفية ككيفية الصلاة(صلوا ما رأيتموني أصلي)…أو في عدد كالطواف سبعا..

2-وعبادة مطلقة، أي لم تقيد بزمان ولا بمكان ولا بعدد ولا بكيفية ..كقراءة القرآن فإنها لا يشترط لها سوى الطهارة مع بعض المستحبات، وكتعلم العلم وتعليمه ،وكعموم الأذكار من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد، فإنها لم تقيد في الشرع بعدد ولا زمان ولامكان ولا كيفية..
{ مع الالتزام بالآداب العامة لكل منها كأن لايذكر الله تعالى في مكان نجس}

وأما البدعة فلا تكون إلا في العبادات المقيدة فلا يجوز الزيادة فيها ولا النقصان ولا التغيير…
وأما العبادات المطلقة فيجوز تخصيصها وتقييدها..فلقد أعطى الله الإذن للعبد في أن يختار لنفسه من العبادات المطلقة العبادة التي تناسب قلبه ووقته وقدرته، فيقرأ من القرآن ما تيسر وأينما شاء على الكيفية التي تناسب حاله، إن كان راكبا أوماشيا أو متكئا، ويرتب لنفسه من الأذكار..

وفي جواز تقييد العبادة المطلقة أدلة..منها:
١-حديث:( خير الأعمال أدومه وإن قل ) …فالمداومة على العمل القليل لا تكون إلا بتخصيص وتقييد هذا العمل بوقت…
٢-حديث: لاَ تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِى وَلاَ تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الأَيَّامِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِى صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ (رواه مسلم)، يفيد بمفهومه المخالف جواز تخصيص غيرها…
٣- إن التخصيص في ذاته ليس هناك ما يدل على تحريمه، فحيثما ورد الأمر مباحا فهو مباح.. وحيثما ورد دون تخصيص فيجوز تخصيصه … لأن وروده دون تخصيص بوقت مشعر بجواز تخصيصه في أي وقت.. ولا يصح منع من أراد تخصيصه بوقت لأصل كونه غير مخصص..
٤- إن تحريم التخصيص حكم شرعي بحاجةٍ إلى دليل ..وما لم يكن ثمة دليل على تحريم التخصيص فلا يصح أن يدعى التحريم لمجرد عدم التخصيص من قبل الشارع، وذلك لأن عدم التخصيص من قبل الشارع من قبيل ما سكت عنه: (وسكت عن أشياء رحمة بكم).

وها هو ابن تيمية نفسه يقرر جواز تخصيص العبادة المطلقة وتقييدها..
قال: وأما محافظة الإنسان على أوراد له من الصلاة أو القراءة أو الذكر أوالدعاء طرفي النهار وزلفاً من الليل وغير ذلك: فهذا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحين من عباد الله قديما وحديثاً، فما سن عمله على وجه الاجتماع كالمكتوبات: فعل كذلك، وما سن المداومة عليه على وجه الانفراد من الأوراد عمل كذلك كما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم. يجتمعون أحياناً: يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون. وكان عمر بن الخطاب يقول: يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيقرأ وهم يستمعون وكان من الصحابة من يقول: اجلسوا بنا نؤمن ساعة…

أقول(عبدالناصر):العبادات التي تؤدى وقت الاحتفال بالمولد النبوي كقراءة قرآن وقراءة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم والذكر والدعاء والصدقات والتوسعة على العيال وغيرها.. هي من العبادات المطلقة التي يجوز تخصيصها في وقت…كشهر ربيع الأنور..وتخصيص العبادات المطلقة ليس ببدعة كما رأيت..
والله أعلى وأعلم.

أخوكم عبد الناصر حدارة..

السابق
حكم الاستثمار في العملات الرقمية (منقول)
التالي
ست آيات تدل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.(منقول)