التأويل

الفرح الذي هو من صفات المخلوقين محال على الله تعالى لأنه اهتزاز وطرب يجده الشخص من نفسه عند ظفره بغرض يستكمل به نقصانه

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرح حديث “لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلا..الخ”: ((وقال القرطبي في “المفهم”: هذا مثل قصد به بيان سرعة قبول الله توبة عبده التائب، وأنه يقبل عليه بمغفرته ويعامله معاملة من يفرح بعمله…فالفرح الذي هو من صفات المخلوقين محال على الله تعالى لأنه اهتزاز وطرب يجده الشخص من نفسه عند ظفره بغرض يستكمل به نقصانه ويسد به خلته أو يدفع به عن نفسه ضررا أو نقصا وكل ذلك محال على الله تعالى، فإنه الكامل بذاته الغني بوجوده الذي لا يلحقه نقص ولا قصور، لكن هذا الفرح له عندنا ثمرة وفائدة وهو الإقبال على الشيء المفروح به وإحلاله المحل الأعلى، وهذا هو الذي يصح في حقه تعالى، فعبر عن ثمرة الفرح بالفرح على طريقة العرب في تسمية الشيء باسم ما جاوره أو كان منه بسبب؛ وهذا القانون جار في جميع ما أطلقه الله تعالى على صفة من الصفات التي لا تليق به، وكذا ما ثبت بذلك عن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم)) [فتح الباري (106/11)].

السابق
علـماء العـراق_ صور ومواقـف19- الشيخ المدرس والعلامة محمد القزلجي الأعظمي -رحمه الله تعالى- (منقول)
التالي
كتاب “إرشاد الساري” للقسطلاني كان مهر امرآة من آل الكتاني (منقول)