عقيدة أهل السنة تنزيه الله عن الجسمية
قال الإمام الفخر الرازي (543 – 606 هج): ((قوله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110]، وقوله تعالى: {لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام:103] يدل على كونه تعالى منزَّهاً عن المِقدار والشَّكل والصورة، وإلا لكان الإدراك والعلم محيطين به، وذلك على خلاف هذين النَّصين.
فإن قيل: لِمَ لا يجوز أن يُقال: إنه وإن كان جسماً لكنه جسمٌ كبيرٌ، ولهذا المعنى لا يُحيط به الإدراك والعلم؟
قلنا: لو كان الأمر كذلك لصحَّ أن يُقال: إن علوم الخلق وأبصارَهم لا تحيط بالسماوات ولا بالجبال ولا بالبحار ولا بالمفاوز، فإن هذه الأشياء أجسامٌ كبيرةٌ، والأبصارُ لا تُحيط بأطرافها، والعلومُ لا تصل إلى تَمام أجزائها، ولو كان الأمر كذلك لَمَا كان في تخصيص ذات الله بهذا الوصف فائدة)) [أساس التقديس (ص: 67)، ط. دار نور الصباح].