رحم الله المحقق الكبير العلامة الدكتور #محمد_أحمد_الدالي وجزاه عماقدَّم في خدمة العربية والقرآن خير الجزاء .
لم يقدر الله لي اللقاء به، وعرفت إتقانه وتفانيه في العربية في خدمة كتاب الكامل للمبرد، ثم نظرت في تحقيقه العجيب المدهش لكتاب” جواهر القرآن” للباقولي.
كتب صديقه العالم المحقق د.فيصل الحفيان:
مباغت الخبر ! عندما سمعت خبر إصابته قبل أيام قليلة توجَّست ودعوت الله أن ينجيه ويسلمه، لكن القضاء لايرد .
عالم بألف ومحقق بألف ما سألني أحد إلا أحلته على تحقيقاته بوصفها النموذج الأعلى، وما جلست مجلسا إلا ذكرته على أنه ذروة الإتقان والإجادة.
إن كان هناك من هو جدير منذ خمسين عاما في عالم التحقيق بلقب (الأستاذ) هكذا بإطلاق ولا ينصرف إلا إليه فهو وحده القمين به.
برحيله انهدّ جبل عظيم من جبال العلم بالتراث والانتماء والإخلاص له وقبل ذلك جبل من جبال الصبر على ضبط النصوص وخدمتها .
ما كان يخاطبني ولا يناديني إلا بأبي عمرو ، وماكنت أخاطبه إلا وأناديه إلا بأبي أحمد.
رحمك الله أخي أبا أحمد محمد الدالي
عشت طيبا ورحلت طيبا فإلى رب كريم وجنة خلد.
وكتب تلميذه النجيب أيمن أحمد ذو الغنى:
إنا لله وإنا إليه راجعون
قبل عشرة أيام كلمني مكالمة طويلة
كان مبتهجًا متفائلًا سعيدًا
بشرني أنه في غضون أشهر قليلة يدفع تحقيقه ديوان الفرزدق إلى الطبع
ليتفرغ للعمل المَشوق إليه وإلى الخوض في لججه
تحقيق (المخصص) لابن سيده..
وكان استقال من جامعة الكويت
وعاد إلى مسقط رأسه مدينة مصياف
ليعكف على مشاريعه العلمية إكمالًا وإتمامًا
وبعد أيام قليلة وُعك الشيخ على غِرة
أصابته تلك الآفة القميئة
وقد كان من أكثر الناس حِيطة
أصيب بكورونا
ودخل المشفى, وسريعًا ما ساءت حاله
ولم تحتمل رئتاه، فبقي أسبوعًا على جهاز التنفس
واليوم الأحد سادس عشر ربيع الآخر 1443هـ
يلقى وجه ربه سبحانه
أستاذنا العلامة الجليل المحقق الثبت الإمام
الدكتور أبو أحمد
محمد أحمد الدالي
رحمك الله، آنسك الله، عوضك الله الجنة
كِفاء ما رفعت للعربية من راية
وما نهضت به من أمانة التحقيق على الوجه الذي يرضيه
أعزي نفسي برحيل أستاذنا الكبير
وأعزي العربية وأهلها بهُوي ركن من أركانها
وأعزي أسرته وطلابه وأحبابه
إن العين لتدمع، وإن القلب ليفجع
ولا أقول إلا ما يرضي ربنا:
لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل
وإنا لله وإنا إليه راجعون
تلميذك المفجوع
أبو أحمد
أيمن بن أحمد ذو الغنى
وهذه مقالة لتلميذه #أيمن_ذو_الغنى عن تحقيقه لكتب جامع العلوم الباقولي (ت 542)