جاءني السؤال التالي:
دكتور ما معنى حديث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم:- وأنتَ الباطِنُ ليس دونَكَ شيءٌ. اريد تحديدا معنى كلمة (الباطن)وكلمة (دونك) المذكور في الحديث ما المقصود به وجزاك الله خيرا
الجواب:
«شرح المصابيح لابن الملك» (3/ 185):
«”وأنت الظَّاهرُ فليس فوقك” في الظهور “شيءٌ”؛ أي: ليس شيءٌ أَظهرَ منك لدلالة الآيات الباهرة عليك، أو أنت الغالبُ فليس فوقَك غالبٌ.
“وأنتَ الباطنُ فليس دونَك”؛ أي: غيرك في البُطون.
“شيءٌ” أبطنُ منك، ويجيء (دونَ) بمعنى قريب، فمعناه: ليس شيءٌ في البطون قريبًا منك، وقيل: معنى الظهور والبطون احتجابُه عن أبصار الناظرين، وتجلِّيه لبصائر المتفكّرين»
«مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» (4/ 1671):
«وقيل: معنى الظهور والبطون تجليه لبصائر المتفكرين واحتجابه عن أبصار الناظرين، ولذا قال بعض الصوفية: ظاهر في عين الباطن وباطن في عين الظاهر»
«بذل المجهود في حل سنن أبي داود» (13/ 445):
«قبضتك، (أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء) أي في الظهور، (وأنت الباطن فليس دونك شيء) أي في الخفاء والبطون، حتى لا يقدر أحد على إدراك ذاتك مع كمال ظهورك»
«مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» (8/ 151):
«(وأنت الباطن) يعني الذي حجب أبصار الخلائق وأوهامهم عن إدراكه فلا يدركه بصر ولا يحيط به وهم (فليس دونك شيء) أي لا يحجبك شيء عن إدراك مخلوقاتك يعني مع كونه يحتجب عن أبصار الخلائق فليس دونه ما يحجبه عن إدراكه شيئًا من خلقه، وقيل أنت الباطن أي بعظمة جلالك وكمال كبرياءك حتى لا يقدر أحد على إدراك ذاتك مع كمال ظهورك، وقوله: فليس دونك شيء أي وراءك شيء يكون أبطن منك، وقيل: الباطن هو العالم بما بطن. يقال: بطنت الأمر إذا عرفت باطنه»
«شرح النووي على مسلم» (17/ 36):
«وَأَمَّا مَعْنَى الظَّاهِرِ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَقِيلَ هُوَ مِنَ الظُّهُورِ بِمَعْنَى الْقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ وَكَمَالِ الْقُدْرَةِ وَمِنْهُ ظَهَرَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ وَقِيلَ الظاهر بالدلائل القطعية والباطن المحتجب عَنْ خَلْقِهِ وَقِيلَ الْعَالِمُ بِالْخَفِيَّاتِ»
«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» (7/ 42):
«و(قوله: أنت الأول فليس قبلك شيء. . . الحديث إلى آخره) تضمن هذا الدعاء من أسماء الله تعالى ما تضمنه قوله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ} وقد اختلفت عبارات العلماء في ذلك، وأرشق عباراتهم في ذلك قول من قال: الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء، والظاهر بلا اقتراب، والباطن بلا احتجاب. وقيل: الأول بالإبداء، والآخر بالإفناء، والظاهر بالآيات، والباطن عن الإدراكات. وقيل: الأول: القديم، والآخر: الباقي، والظاهر: الغالب، والباطن: الخفي اللطيف، الرفيق بالخلق. وهذا القول يناسب الحديث، وهو بمعناه.
و(قوله: فليس فوقك شيء) أي: لا يقهرك شيء.
و(قوله: فليس دونك شيء) أي: لا شيء ألطف منك، ولا أرفق»
«شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن» (6/ 1887):
«((فليس فوقك شيء)).وقوله: ((فليس دونك شيء)) بمعنى الإحاطة بالكائنات، فينبغي أن يحمل الظاهر والباطن علي معنى تقرر الإحاطة. نعم! الظاهر والباطن لهما معان لا تنحصر لكن باقتضاء المقام»
«الأسماء والصفات – البيهقي» (2/ 289):
واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت الظاهر فليس فوقك شيء» . وأنت الباطن فليس دونك شيء “. وإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان.
ختامها مسك
بارك الله فيك وجزاك خيرا ما قصرت