طريفة😂
قال الشيخ ابنُ عثيمين _ رحمه الله _ في شرحه على ألفية ابن مالك
عن قوله:
وأَظْهِرِ انْ يكُن ضميرٌ خبرا
لغيرِ ما يُطابق المفسِّرا
نحوُ: (أظنُّ ويظُنَّان أخا
زيدا وعمرًا أخوَيْنِ في الرَّخا)
ما نصُّه: “هذان البيتان قرأناهما على شيخِنا عبد الرحمن بن سعدي _ رحمه الله _ عدّةَ مراتٍ، وعجزنا عن فهمه وتركيبه، وتمثَّلْنا بقول الشاعر:
إذا لم تستطع شيئا فدعْه
وجاوِزْه إلى ما تستطيع
فكنا نقف عند شيخنا عبد الرحمن بن السعدي _ رحمة الله عليه _ من قوله: (وأظهرِ ان يكن ضميرٌ خبرا)، وكفى بنا أن نعرف معنى البيتين الأوَّلين، وأمّا ما ذكره هنا فنقول: الحمد لله على رخائه بنعمتِه أننا لم نُكَلَّف بمعرفة هذين البيتين”
اه من (شرح ألفية ابن مالك) للشيخ محمد بن صالح العثيمين.
قلت: ما أجمَل هذا الأدبَ والمنهجَ لو التزم به الشيخُ في كل ما كتب في العقيدة والفقه كما التزم به في النحو، وقال فيما لم يفهم مِن أبيات أمثال البوصيري مثل ما قاله في أبيات الإمام ابن مالك مِن أنه لم يعرف وليس مكلَّفا بمعرفة معاني نصوص الصوفية لكفى الناسَ كثيرا مِنَ المعارك العبثيّة في عقائد الأموات من العلماء والأولياء.
ومع أنّ ابن عثيمين بإمكانه أن ينقل ما قاله غيرُه مِن شُرَّاحِ الألفية كابن عقيل مثلا، ويتشبّع بما لم يُعطَ، إلا أنه لم يفعل وآثر الاعترافَ بأنه لا يعرف، وتلك فضيلةٌ تحسَب له، ويا ليت كلَّ مَن يشتغِل بالعلم ويكتب فيه يقتدي به فيها، ويقول فيما لم يفهم من نصوص العلماء: إنه لا يعرف وليس مكلَّفا بمعرفة معاني نصوص كلِّ عالمٍ مِنَ العلماء، لا سيما مَن ليس إماما وقدوةً له في دينه.
أحمد التجاني الأزهري