أين #لله..!!
⭕حديث. ورواه ابن مردويه ، وأبو الشيخ الأصبهاني ، من حديث محمد بن أبي حميد ، عن جرير ، به . وقال عبد الرزاق : أخبرنا جعفر بن سليمان ، عن عوف ، عن الحسن ، قال : سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [ النبي صلى الله عليه وسلم ] : أين ربنا ؟ فأنزل الله عز وجل : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) الآية
ومن تتبع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة فإنه سيجد أن هناك آيات وأحاديث عديدة يوهم ظاهرها وجود الله تبارك وتعالى وتخصصه في أماكن مختلفة ..
ومنها :- ( فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين )
ومنها :- ( ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون )
ومنها :- ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا )
ومنها :- ( وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ) ( واسجد واقترب ) ( فإني قريب ) ..
ومن الحديث :- ( أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد ) ( فإن الله قبل وجهه ) ( فإن الله بينه وبين القبلة ) ( لهو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) …
ولهذا ، فإن العلماء المحققين قرروا أن الله سبحانه وتعالى لا يشبه أحدا من خلقه .. فهو خالق الزمان والمكان لا يحيط به مكان ولا يجري عليه زمان ..
ولهذا فقد بين الإمام عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق ص 333 قال :-
( أن أهل السنة والجماعة قد أجمعوا على أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان )
ولهذا أكد شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث العلامة ابن حجر العسقلاني مقررا أن الله سبحانه وتعالى لا يتخصص بمكان ولا يجري عليه زمان بدليل كل النصوص الموهمة والمحكم من القرآن والسنة بتنزيه الله عن مشابهة خلقه .
ومن ثم أكد العلامة الحافظ المحقق البيهقي في الأسماء والصفات ص 400 :-
وقد استدل بالحديث الصحيح الذي رواه مسلم :- أن رسول الله عليه السلام كان يقول في دعائه :-
( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك -تحتك- شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر )
فقال الحافظ البيهقي :- ( استدل بعض أصحابنا بهذا الحديث على نفي المكان عن الله تعالى ، فإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان ) .
ولهذا قال الله تعالى واصفا المؤمنين ( الذين يؤمنون بالغيب ) .. والمقصود بالغيب الله عز وجل وليس غيره بنص الآيات بعدها .
وهذا لأنه ( ليس كمثله شيء ) فلا يمكننا أن نتصوره ولا أن نتوهمه ، فليس شيء في خلقه يشبهه ..
وهنا ضل المجسمة ؛ لما قاسوا الله على خلقه وشبهوا فقالوا لا يمكننا أن نتصور موجودا في الخارج إلا الأجسام .. وما عدا ذلك فهو غير مفهوم عندنا بل هو معدوم !!!
ولهذا فهم خارجون من قوله تعالى :- ( الذين يؤمنون بالغيب ) ومن ثم فقد أبوا أن يكون الله ( ليس كمثله شيء ) وهكذا نصوا على أن مثل هذه الآيات تنفي التمثيل فقط ولا تنفي التشبيه عنه سبحانه ..
ومن ثم نقول لهم :- وهل تعلمون شيئا موجودا في الخارج ليس بمتكون من ذرات ؟؟؟ فسيجيبون بلا . وهنا نلزمهم بأن الله مكون من ذرات لأنه لا يمكننا تصور شيء موجود في نالخارج لا يكون كذلك .. الخ
=====
«تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير» (4/ 511):
«وقال الحسن: سأل أصحاب النبي (1) – صلى الله عليه وسلم – رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أين ربُّنا؟ فأنزل الله تعالى هذِه الآية (2). وقال (عطاء وقتادة: لما نزلت) (3) هذِه الآية (4) {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (5) قال رجل: يا رسول الله، كيف ندعو ربَّنا؟ ومتى ندعوه؛ فأنزل الله -عزَّ وجلَّ- هذِه الآية (6).
_
(1) في (أ): رسول الله.
(2) رواه عبد الرزاق في “تفسير القرآن” 1/ 73 ومن طريقه رواه الطبري في “جامع البيان” 2/ 158، عن جعفر بن سليمان عن عوف عنه. وهذا إسناد حسن إلى الحسن، فيه جعفر بن سليمان صدوق. لكن الحديث ضعيف؛ لأنه مرسل.
وعزاه السيوطي من حديث أنس بنحوه إلى ابن مردويه.
“الدر المنثور” 1/ 352»
(6) قول عطاء رواه سفيان الثوري في “تفسيره” (ص 57)، ومن طريقه رواه الطبري في “جامع البيان” 2/ 158. والطبراني في “الدعاء” 2/ 790 (10). ورواه الطبري في =
====================
«تفسير الطبري = جامع البيان ط دار التربية والتراث» ت شاكر (3/ 481):
«2905- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا جعفر بن سليمان، عن عوف، عن الحسن قال: سأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم: أين ربنا؟ فأنزل الله تعالى ذكره:”وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان” الآية (1) .
_
(1) الحديث: 2905- جعفر بن سليمان: هو الضبعي، بضم الضاد المعجمة، وفتح الباء الموحدة. وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره.
عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وهو ثقة معروف، أخرج له أصحاب الكتب الستة. وقد مضت له رواية في: 645. وهو معروف بالرواية عن الحسن البصري.
وهذا الإسناد صحيح إلى الحسن. ولكن الحديث ضعيف، لأنه مرسل، لم يسنده الحسن عن أحد من الصحابة.
وقد رواه أبو جعفر هنا، من طريق عبد الرزاق، ولم أجده في تفسير عبد الرزاق. فلعله في موضع آخر من كتبه»